من عمق التراب الأردني، وتحديدًا من بلدة ماعين التي وُلد فيها عام 1942، خرج القائد العسكري اللواء الركن شبيب مضفي أبو وندي، أحد رموز البذل والانضباط في تاريخ الجيش العربي الأردني، ورجل دولة خدم الوطن بإخلاص في الميدان العسكري والإداري، مجسّدًا صورة الجندي القائد والوطني الغيور.
التحق أبو وندي بالكلية العسكرية الملكية عام 1960، وتخرج برتبة ملازم، قبل أن يتدرج في المواقع والرتب حتى بلغ رتبة لواء ركن وأحيل إلى التقاعد عام 1992، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الخدمة الشريفة في صفوف القوات المسلحة الأردنية.
بصمات قيادية متميزة
شغل اللواء أبو وندي عدة مناصب قيادية مؤثرة، منها:
السكرتير العسكري لسمو ولي العهد
قائد وحدة الأمن والحماية الخاصة
قائد مدفعية الفرقة المدرعة الخامسة
آمر مدرسة سلاح المدفعية الملكي
مدير سلاح المدفعية الملكي
آمر الجناح العسكري في جامعة مؤتة
قائد فرقة المشاة السادسة التي أسسها خلال حرب الخليج الثانية
وكان له دور مشهود في معركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث عمل ضابط ملاحظة قرب جسر الملك حسين، ووجّه نيران المدفعية الأردنية بدقة نحو المواقع الإسرائيلية، ما ساهم في دحر العدو وتسجيل نصر تاريخي للأردن.
بعد التقاعد.. خادم للوطن في الميدان المدني
لم يتوقف عطاؤه بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، إذ عُين في وزارة الداخلية، وتولى مهام محافظ الشؤون السياسية والأحزاب والانتخابات، ثم محافظًا لمحافظتي الطفيلة والمفرق، حيث واصل أداءه الوطني بروح الجندي الذي لا يغادر ميدانه.
شخصية استثنائية
عُرف اللواء أبو وندي، الملقب بـ"أبو رياض"، بأناقته الفكرية والجسدية، وهيبته الهادئة، وطباعه المتزنة. هو قائد متواضع، يحمل في قلبه حبًا عميقًا للوطن، ويُعدّ نموذجًا للوفاء والثبات على المبادئ، لم تغيّره الظروف ولم تزد سنوات العطاء إلا توهجًا.
في سيرته ما يُكتب بماء الفخر، وفي حضوره ما يُشبه الأبطال الذين لا يتحدثون كثيرًا عن أمجادهم، بل يدعون الأفعال تتحدث عنهم.