في ظل الأوضاع المحلية الراهنة، يبرز دور الوعي كخط الدفاع الأول لمجتمعنا، خاصة في مواجهة التحديات الفكرية التي قد تأتينا مغلّفة بشعارات براقة لكنها لا تخدم مصلحة الوطن ولا أمنه.
إن المرحلة التي نمر بها تتطلب منّا أن نكون أكثر انتباهاً لكل خطاب يحاول استثارة عاطفتنا، وأكثر تمسكاً بالحقائق التي تحمي استقرارنا. البعض يحاول إحياء شعارات قد تجاوزها الزمن، وإعادة طرح أفكار تتجاهل واقعنا ومتطلبات تطورنا.
نحن بحاجة اليوم إلى وعي نقدي عميق، يميز بين من يعمل بإخلاص لصالح الوطن، وبين من يسعى إلى تصدُّر المشهد لمصالح ضيقة أو أجندات لا تعبر عن المصلحة العامة.
قوتنا الحقيقية لطالما كانت في وعينا.. في قراءتنا المتأنية للأحداث، وفي عدم انجرارنا وراء العناوين الرنانة دون فهم حقيقي لأبعادها.
نحن شعب خبر التحديات، وأثبت في كل محطة أنه قادر على تجاوزها بحكمة، والتاريخ يشهد. اليوم، علينا أن نستمر في هذا النهج: أن نكون مع الوطن دائماً، متيقظين، نعي حجم المسؤولية، ونختار بثقة من يمثل مصلحتنا الحقيقية، بعيداً عن أية حسابات ضيقة أو شعارات مستهلكة.