في صفحات التاريخ الأردني، تتجلى أسماء الرجال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، وكانوا صخوراً تتكسر عليها أطماع الأعداء. ومن بين هؤلاء الأبطال، يبرز اسم المرحوم سعود بن منصور بن دريبي الزبن، الرجل الذي عاش شجاعاً، ومات وفياً لتراب الأردن.
ابن البادية.. جندي الوطن
وُلد سعود الدريبي الزبن عام 1935، ونشأ في كنف البادية الأردنية، حيث صُقلت شخصيته بالقيم النبيلة، والشجاعة التي ميزت أبناء الصحراء. التحق بصفوف قيادة البادية الملكية، ليكون واحداً من رجالها المخلصين، حاملاً سلاحه دفاعاً عن أمن الأردن واستقراره.
بطولات في حرب الكرامة والفدائية
حين دقت طبول الحرب عام 1968، لم يتردد سعود الزبن في تلبية نداء الواجب، ليشارك في حرب الكرامة، المعركة التي سطّر فيها الجيش العربي الأردني أروع ملاحم الصمود والانتصار. كان من بين الجنود الذين واجهوا العدو بشجاعة نادرة، ووقفوا في الصفوف الأمامية مدافعين عن كرامة الوطن.
لم تقتصر بطولاته على ذلك، فقد كان له دور بارز خلال الامن الداخلي، حيث حمل السلاح إلى جانب رفاقه، وشارك في الدفاع عن قيادة البادية بكل بسالة. كان يؤمن أن الوطن يستحق التضحية، وأن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا بدماء الأوفياء.
الوداع الأخير.. رحيل الجسد وبقاء الأثر
في 6 نوفمبر 2002، ترجل الفارس عن صهوة الحياة، تاركاً وراءه إرثاً من الشجاعة والوفاء. ورغم رحيله، إلا أن سيرته بقيت محفورة في ذاكرة من عرفوه، واستمرت قصص بطولاته تُروى للأجيال، شاهدة على تاريخه المجيد.
إرث من العزة والفداء
سعود الزبن لم يكن مجرد جندي، بل كان رمزاً للوفاء والشرف العسكري. عاش مخلصاً، وقاتل بشجاعة، ورحل مخلّفاً تاريخاً من البطولات. أمثال هؤلاء الرجال لا يموتون، بل تبقى ذكراهم نوراً يُضيء درب الوطن، ودليلاً على أن الأردن محروس برجاله الأوفياء.