في لفتة إنسانية مؤثرة، وثق مقطع فيديو لحظة عفو الشيخ جمال سلامة، إمام مسجد بمحافظة المنوفية في مصر، عن شاب حاول الاعتداء عليه بسكين داخل المسجد.

وقد انتشر الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثيراً إعجاباً وتقديراً واسعين لهذه المبادرة الطيبة.

يُظهر الفيديو الشيخ سلامة خلال جلسة عرفية منعقدة للصلح بينه وبين الشاب، حيث أعلن عفوه الكامل عنه، بل وقدم له مصحفاً كهدية قائلاً: "أفضل هدية هقدمهاله كتاب ربنا يمكن ربنا سبحانه وتعالى يصلح حاله".

ولم يقتصر الأمر على العفو فحسب، بل تنازل الإمام أيضاً عن مبلغ مليون جنيه مصري كان قد تم الاتفاق عليه كتعويض في جلسة صلح عرفية سابقة.

وقد روى الشيخ سلامة تفاصيل الحادثة لقناة العربية، حيث أوضح أنها وقعت يوم 27 سبتمبر الماضي عقب صلاة الجمعة.

حيث قال: "يوم 9/27 بعد صلاة الجمعة صليت السنة وبعدين في التشهد حسيت إن حد بيخبطني من ظهري، لم أكن أتوقع إنه يخبطني بسكين". وأضاف: "التفت وشفت الشاب بيجري وفي إيده سكين عليه دم".

وتابع الإمام واصفاً ما حدث بعد ذلك: "ركبت عربية ابن أخويا وطلعت على المستشفى وبعدين بلغنا النيابة وأمن الدولة والأوقاف".

وكشف عن أن الشاب حين سُئل عن دوافعه لارتكاب هذا الفعل، أجاب بأنه "معرفش الشيخ ولا عارف أنا ضربته بالسكينة ليه".

هذا الموقف النبيل من الشيخ جمال سلامة لاقى استحساناً كبيراً في الأوساط المصرية والعربية، حيث اعتبره الكثيرون مثالاً للتسامح والعفو عند المقدرة، وتجسيداً لقيم الدين الإسلامي السمحة التي تحث على الصفح والإصلاح.

وقد أثنى المعلقون على حكمة الإمام في التعامل مع الموقف، وتفضيله العفو والإصلاح على الانتقام، مؤكدين على أهمية هذه القيم في بناء مجتمع متماسك يسوده التسامح والمحبة.