2025-05-25 - الأحد
الشاب وسام عزام الجعبري يهنئ الملك وولي العهد بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية 79 nayrouz كريشان يكتب في عيد الإستقلال... وعي* *الأوطان حصنها المنيع في ظل ديناميكيات اقليمية معقدة nayrouz الرجوب "في عيد الاستقلال وطنٌ يبقى في القلب" nayrouz سارة الحماد.. تهدي جلالة الملك ابيات شعر بمناسبة عيد الاستقلال nayrouz الجازي يهنئ الملك وولي العهد بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية 79 nayrouz تبادل أسرى جديد بين روسيا وأوكرانيا يشمل مئات الجنود وسط توترات مستمرة nayrouz العراق يفاوض لإطلاق سراح باحثة الإسرائيلية مقابل سجين إيراني nayrouz وفاة شقيقة الشيخ سلطان الدحيم بني خالد nayrouz بمناسبة عيد الاستقلال الــ79 مديرية الأمن العام تطلق حملة وطنية للتبرع بالدم في كافة اقاليم المملكة nayrouz شركة وهمية تثير أزمة في إسرائيل.. كيف انفجر الخلاف بين نتنياهو وجيشه حول مساعدات غزة؟ nayrouz صندوق النقد يعود إلى سوريا بعد غياب.. دعم مشروط لإعادة الإعمار والإصلاح nayrouz تفاصيل لقاء الشرع ومبعوث ترامب في إسطنبول nayrouz طبيبة تتفاجأ بجثامين ”أطفالها التسعة” بينما كانت تعالج الجرحى في غزة nayrouz غارة أمريكية على موقع في اليمن ومصدر أمني يكشف عن سقوط قتلى nayrouz غزة على شفا كارثة صحية.. دمار الصرف الصحي يهدد الحياة nayrouz الزبن يهنئ الملك وولي العهد بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية nayrouz الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي السفير الأمريكي لدى سوريا في اسطنبول nayrouz أوقاف الرصيفة تصرف راتبا إضافيا للمنتفعين من لجان الزكاة nayrouz ذهبيتان للأردن في ختام بطولة آسيا للكراتيه nayrouz زهير عبدالقادر يكتب بطاقة حب ... nayrouz
وفيات الأردن ليوم الأحد 25 أيار 2025 nayrouz وفاة الشيخ طلال الفنر الفيصل الجربا nayrouz الجامعة الهاشمية تنعى الدكتور خليل القواسمي من كلية التربية البدنية nayrouz رائد الدروبي الخوالدة "أبو مثنى" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 24 أيار 2025 nayrouz محمد سدر في ذمة الله nayrouz قبيلة بني صخر –الخريشا يشكرون ابناء الاسرة الاردنية الواحدة nayrouz العميد الوديان يشارك بتشييع جثمان الرقيب حسين مثارى في مرج الحمام - صور nayrouz نايف عبد المجيد العدوان "أبو أشرف" في ذمة الله nayrouz وفيات الاردن ليوم الجمعة الموافق 23-5-2025 nayrouz الشيخ حماد احمد الأحيوي في ذمة الله nayrouz وفاة المقدم المتقاعد بركات مسند حرب ابو تايه nayrouz شكر على التعازي بوفاة العقيد القاضي العسكري صفوان المجالي nayrouz وفاة شاب ثلاثيني بحريق اندلع داخل مبنى سكني في سحاب nayrouz وفيات الاردن ليوم الخميس الموافق 22-5-2025 nayrouz الزبن يعزي المجالي بوفاة المحامي صفوان سلطان ماجد nayrouz وفاة الحاج رشيد شقيق اللواء الركن المرحوم علي حسين ملحم. nayrouz وفيات الأردن ليوم الأربعاء 21 أيار 2025 nayrouz فرع بنك الأهلي – سحاب يعزي الزميل باسل بوفاة والده المرحوم رياض يوسف حنا العلامات nayrouz وفيات الأردن ليوم الثلاثاء 20 أيار 2025 nayrouz

زينب الغنيمي تكتب من غزة: آثار العدوان المريرة تنخر في نفوسنا ومشاعرنا، ولكنّنا نحاول يوميًا الانتصار عليها

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
اعتدنا أن نتذكّر يوميًا ما عشناه من مآسي هذا العدوان الغادر، الذي لم يكن فقط عمليات عسكرية مدمّرة سحقت وجرفت البشر والحجر والشجر، بل تركت في نفوس الناس جراحًا في القلوب والمشاعر ليس من السهل أن تندمل.

اليوم كانت صديقتي فرحة بحضور ابنة عمها لزيارتها، والتي جاءت تحمل ابنتها المولودة حديثًا، وتبدو الصبية ظاهريًا متماسكة وسعيدة بطفلتها. تأمُّلت في الأمر كثيرًا، وأنا ألاحظ مدى قسوة هذه الحياة، فصديقتي وقريبتها ليستا بخير، وقد بكت كلتاهما بحسرة وألم يعتصر داخلهما بسبب مرارة الفقد لأفراد عائلتهما، ولكنّهما تحاولان التغلّب على حزنهما ومواصلة حياتهما.

ولم ننسَ أنه قبل نهاية الشهر الأول للعدوان الصهيوني على غزة فقدت هذه الصبيّة نفسها ابنتها الوحيدة، و والدها ووالدتها، وأختها وابن وابنة أختها، وزوجة أخوها وابنته، وثلاث من بنات عمّها وأمهم، وكان ذلك في أحد صواريخ الطيران الصهيوني الذي هدم بيتهم على رؤوسهم، حيث كانت هي وأختها الناجيتان من ذلك الموت بالإضافة لأخويها. وقد أصيبت هي بجراحٍ في الرأس والحوض، ولأنها كانت حبلى في الشهر السابع فقد أمضت شهري الحمل الأخيرين على كرسيٍّ متحرّك، أما أختها الأصغر التي نجت معها، فإصابتها صعبة في الصدر وما زالت حتى الآن قيد العلاج في المستشفى.

وهكذا، فقد كانت صديقتي ترجو أن ترى ابنة عمها، خصوصًا بعد أن علمت أن ولادتها كانت بعملية قيصرية، كما أنّ كلّ من حولها ممّن تبقى من الأقارب كانوا قلقين على سلامتها وسلامة الجنين خصوصًا أن موعد الولادة كان أثناء التصعيد العسكري داخل مدينة غزة، وأن هذا الحمل جاء بعد عملية زراعة مُكلفة، ويتمنون أن تلد بالسلامة لتكون طفلتها الجديدة عوضًا عن التي استشهدت.

قد يكون جيدًا أن الشابتان تلاقيتا لتتبادلا مشاعرهما، ولربما يكون في هذ اللقاء تفريغٌ لحزنهما، والاحتماء ببعضهما من قسوة الشعور بالحزن الدفين الساكن في قلوبهما وعيونهما.

اليوم أيضًا جاءت ابنة قريبتي لتطمئن علي حيث سنحت لها فرصة الهدوء النسبي بالحركة، وهي حاليًا تقيم في أحد المنازل الذي هجره مالكوه مؤقتًا، ويقيم فيه أفرادٌ من عائلة زوجها وأقاربهم يصل عددهم إلى اثنين وثلاثين من الكبار والصغار.

سألتها عن حالها، ردت ولمعة الحزن في عينيها "كيف بدّوا يكون حالنا يا خالتي، البيوت وراحت، وعم بيقولوا يمكن تنحل، طيب وإذا انحلّت وين بدنا نروح؟ وين بدنا نسكن؟ كيف بدنا نعيش؟" واسترسلت في حديثها "إحنا هلّق عايشين في بيت ناس عشان في ظروف الكرب، بس لما تخلص هذه الحرب هل راح نقدر نعيش مع الغرباء في نفس البيت؟ مش قادرة أتخيل شي، لا بيت ولا شغل. المدارس فش، والجامعات فش، شو الحل؟"

صحيح، ما هو الحل؟ سؤالٌ يتردّد على لسان الجميع سواء من بقي في مدينة غزة وشمالها أو من نزح إلى أماكن أخرى. الجميع تعتصره مرارة توابع هذا العدوان الغاشم، سواء بفقد الأهل والمعارف، أو بفقد المنازل والتشرد والنزوح المتكرّر، والعيش في الخيام تحت السماء والطارق، بلا حماية أو وقاية من برد أو مطر أو قصف صاروخي أو مدفعي، وبشروط حياة بدائية ومُذلّة.

كانت صدفةً أن التقطت إشارة اتصال مع إحدى الزميلات وهي مديرة مؤسسة نسوية مهمة، قالت بحسرة "نعيش في خيمة والله عالم بالحال." جملة واضحة تُغني عن الكثير من التفاصيل بالنسبة لنا نحن المحاصرون في هذا السجن الكبير، ماذا يعني العيش في خيمة، ولمن لا يعرف يعني عدم توفر الماء سواء للشرب أو للاستعمال اليومي والوقوف بالطابور للحصول عليه، والوقوف بالطابور أيضًا لدخول الحمّامات، والاختلاط مع الغرباء في عاداتٍ وسلوكيات حياةٍ يومية مختلفة وغريبة.

هذا إضافةً إلى الانكشاف في أدقّ الخصوصيات على الآخرين، والتعرّض لأسئلة الفضوليين والفوضوليّات حول موعد الأكل و نوعية الأكل، وعن موعد الدخول للمرحاض وكم ستمكث من الوقت، والتعليق على قطع الغسيل المنشورة على الحبل خارج الخيمة أو غرفة المدرسة، الغسيل نظيف لأم لا؟ الملابس جديدة أم بالية أو باهتة؟ إلى آخره من تفاصيل شبيهة. وأيضًا التساؤل عن موعد صلاتك الإجبارية، و التساؤل لماذا لا تُصلّي تلك المرأة؟ والإجابة جاهزة: ربما هي في فترة الحيض. لماذا لا تضحكي أو تضحك؟ بماذا تفكّر أو تفكري؟ وقبل الرد تأتي إجابة سريعة من المتسائل أو المتسائلة " خليها على الله ، بُكره بتُفرج" .

في حياة الخيام أو المدارس أو حتى السكن المشترك مع الكثير من العائلات حتى لو كان بينهم صلة قرابة، تتلاشى الراحة النفسية والخصوصية، تحديدًا للنساء، فنحن كنساء لا نستطيع بسهولة أن نمتلك مساحتنا الخاصة.

فعلى سبيل المثال أن نحزن أو نفرح، أن نُفكّر وحدنا، أن ننزوي في ركنٍ خاصٍ بنا، أن نُعبّر عن مشاعرنا إزاء الآخرين. نخجل من الاستحمام كي لا نثير فضول الآخرين عن السبب، نخجل من النظر في المرآة ووضع كحلة العين، نخجل من التفكير بارتداء ملابس مرتّبة في الوقت الذي ترتدي معظم النساء والفتيات ثياب الصلاة، نخجل من قضاء الوقت الذي نحتاجه في المرحاض. وفي نفس الوقت علينا أن نبادر في الخطة اليومية: ماذا نطبخ اليوم؟ وكيف نتدبّر أمور نقص الاحتياجات الأساسية؟

صحيحٌ أنّ الرجال يشاركون في الأعمال اليومية، خصوصًا المرتبطة بالأحمال الثقيلة، ومنهم من يساهم في الطبخ والخبز على الحطب، وعصر الغسيل ونشره، ولكن الأهم هو أنّهم لم يتخلّوا عن إعطاء الأوامر، أو إشعارنا بأنّ وجودهم معنا - مع النساء - في حدّ ذاته يعني أماننا.

نحتاج لوقتٍ طويلٍ لنُشفى من تلك المرارات المجتمعة، وقد نحتاج لتفريغ نفسي لمدّة سنوات، ولكن كما تكيُف الناس في ظروف العدوان، سيتكيّفون بالضرورة مع توابعه، فما هذا إلا الشرط الإنساني في الحياة.