ذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن أزمة ارتفاع أسعار الإيجارات المنزلية، تُضيق الخناق على المستأجرين وخاصة من فئة الشباب في جميع أنحاء أوروبا.
وقالت الصحيفة إن "هذا الارتفاع دفع العديد من الشباب للبقاء مع والديهم لفترة أطول أو العيش في شاحنات صغيرة أو حتى النوم على أريكة عند أحد الأقارب".
وأشارت إلى أن "العديد من الأوروبيين يضطرون إلى استئجار المنازل لأن تكاليف الاقتراض المرتفعة ومتطلبات الدخل والحاجة إلى ودائع كبيرة تجعل شراء المنازل غير ممكن".
وتابعت: "لكنهم مع ذلك ينضمون إلى سوق إيجارات ساخنة بالفعل. فالإيجارات في المدن الأوروبية مثل لندن وباريس وبرلين بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق".
ووفق التقرير فإنه "مع اضطرار المزيد من المشترين من الطبقة المتوسطة إلى البقاء في منازل مستأجرة، فقد أدى هذا الضغط الإضافي على السوق إلى زيادة التكاليف التي يتحملها المستأجرون من ذوي الدخل المنخفض في المواقع المرغوبة".
وبين أن "الحكومات سعت إلى احتواء نفقات معيشة سكانها بعد ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء وغيرها من التكاليف الحاسمة في السنوات الأخيرة، إلى جانب تكلفة السكن. لكن محاولات السيطرة على تكاليف السكن يمكن أن تأتي بنتائج عكسية".
ولفت إلى "لشبونة" التي تسجل واحدة من أسرع الزيادات في الإيجارات في الأشهر الستة حتى يونيو/ حزيران الماضي، حسبما تظهر بيانات من "سافيلز"، ويرجع ذلك جزئيا إلى سياسات التحكم في الإيجارات الوشيكة التي دفعت بعض الملاك إلى رفع الإيجارات بشكل استباقي.
وفي برلين أيضًا، في حين تم إلغاء الحد الأقصى للإيجارات في المحكمة قبل عامين، فإن ضوابط الإيجار الأخرى على بعض العقارات تعني أن سكانها يتمتعون بأسعار رخيصة للمنازل الفسيحة، في حين يتم فرض تسعيرة جديدة مرتفعة للوافدين الجدد، في أجزاء كثيرة من المدينة، ويتمتع الملاك بسلطة هائلة.
أما لندن فقد دفع ارتفاع الأسعار إلى حوالي ألف جنيه إسترليني شهريا مقابل غرفة، الفنانة التشكيلية إميلي، 29 عامًا، إلى النوم على أريكة في بيت شقيقتها خلال أيام الأسبوع، بينما تنام في نهاية الأسبوع في غرفة تؤجر لشخص آخر خلال باقي أيام الأسبوع.
وتابعت "فايننشيال تايمز" أن النقص في المساكن ذات الأسعار المعقولة أدى إلى إطلاق عملية الاختيار الطبيعي للمستأجرين، الأمر الذي أضر بالشباب الأوروبيين بشكل خاص.
وأوضحت أن "الأشخاص الأقل تجهيزاً مالياً يكافحون من أجل الوصول إلى سكن جيد النوعية. بحسب "سارة كوبيشوكس"، رئيسة قسم أوروبا في مؤسسة "آبي بيير" للإسكان".
وزادت أنه من المتوقع أن يظل سوق الإيجار في أوروبا ضيقًا بسبب ارتفاع تكاليف البناء وتحديات التطوير وزيادة تكاليف الديون، التي تساهم في محدودية توافر المخزون الرئيسي والضغط التصاعدي على أسعار الإيجارات.