انتظر نادي اشبيلية 30 سنة حتى يلعب في الدرجة الأولى في اسبانيا، وهو ثاني أقدم نادي تأسيساً في اسبانيا وأنجح نادٍ أندلسي على الإطلاق، حيث أن قصة صعود إشبيلية إلى الدرجة الأولى أول مرة حزينة ولم يصحبها أي احتفالات، لأن حادثاً في القطار تسبب بوفاة 9 مشجعين ليتم إلغاء الاحتفال بالتأهل على حساب أتلتيكو مدريد .
دخلت كرة القدم إلى اشبيلية عبر مجموعة من البريطانين الذين أقاموا هناك، حيث كان لهم أعمال ومنهم من كان مالكاً لمصانع وشركات أخذت من اشبيلية مقراً لها، وبعد تأسيس النادي أحب سكان البلدة اللعبة، وكانت المباريات في البداية ودية ولأهداف خيرية، قبل أن يلعب إشبيلية أول مباراة رسمية له في عام 1910.
ويتميز نادي إشبيلية أنه الوحيد الذي فاز بلقب أفضل نادي في العالم عامين متاليين حسب اتحاد التأريخ والاحصاء، وذلك في أعوام 2006 و2007 عندما حقق نجاحاً أوروبياً مذهلاً بالفوز بلقبي الدوري الأوروبي مرتين رغم ضعف الإمكانيات.
يرتبط نادي اشبيلية بنادٍ أخر يحمل اسمه لكن يلعب في دوري بورتو ريكو، الدولة الواقعة في أمريكا الشمالية.
ومن القصص الملفتة تاريخياً عن اشبيلية أن لاعبيه قاتلوا ضد بعضهم البعض أثناء الحرب الأهلية الاسبانية ما بين 1936-1939، وهي الحال التي كانت عليها معظم مقاطعات اسبانيا.
ومن الجدير بالذكر أن الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا مر على اشبيلية ولعب معهم موسماً واحداً ما بين 1992-1993.
أفضل يوم في تاريخ نادي إشبيلية:
كان نادي إشبيلية حتى عام 2002 نادياً عادياً لا أحد يعرفه أو يعترف به كقوة كروية، فأخر لقب حمله قبل ذلك يعود إلى عام 1948، والفريق في عام 2000 احتل المركز الأخير في الدوري الاسباني وهبط إلى الدرجة الثانية، وفي موسم 2001-2002 عاد النادي الأندلسي للبطولة، ولم يكن سوى فريق يصعد ويحاول البقاء.
في 27 مايو 2002، أعلن رئيس إشبيلية روبرتو آليس استقالته لأن الجماهير لم تقتنع به أبداً للهبوط في زمنه ولخروج اللاعبين الذين يعولون عليهم، فجاء بدلاً منه رجل صنع اشبيلية وهو خوزيه ماريا دل نيدو، وهو محامٍ أندلسي، ليكون ذلك اليوم أفضل ما جاء في تاريخ نادي اشبيلية لما سيحدث بعده.
دل نيدو بدأ المهمة متعاقداً مع لاعب الفريق السابق مونتشي كمدير رياضي، ولم يستمع للأصوات المطالبة برحيل المدرب قليل الخبرة في الدرجة الأولى آنذاك خواكين كاباروس، فأصبح الفريق تحت قيادته سريعاً جزءاً من البطولات الأوروبية محتلا مراكز مؤهله للدوري الأوروبي مواسم 2003-2004، 2004-2005، ليفوز بعدها بلقب الدوري الأوروبي 2005-2006 كأول لقب قاري في تاريخ النادي، ويوقف بالتالي جفاف الألقاب ويفتح صفحة تاريخية جديدة.
في أول مواسم دل نيدو كان شراء دانييل ألفيس من باهيا البرازيلي مقابل نصف مليون يورو فقط وهو دليل تفوقه الساحق في البرازيل، حيث جلب لاحقاً خوليو بابتيستا وادريانو وريناتو بأسعار زهيدة أيضاً، وبعد ذلك واصل الاهتمام بالأكاديمية والحرص على الشباب فقدم أسماء مثل سيرجيو راموس الذي باعه إلى ريال مدريد مقابل 21 مليون جنيه استرليني وخوسيه رييس الذي باعه لاحقاً لنادي ارسنال مقابل 17 مليون جنيه استرليني وخيسوس نافاس الذي باعه إلى مانشستر سيتي مقابل 15 مليون جنيه استرليني.
في صيف موسم 2004-2005 جلب اشبيلية لاعب الوسط ريناتو ولاعب برشلونة لاحقاً أدريانو مقابل 2 مليون جنيه استرليني فقط مقابل الاثنين، كما أن النادي حرص على ترفيع الشباب الجدد كل موسم بإشراف مباشر من الرئيس دل نيدو وتنفيذ ممتاز من المدير الرياضي مونتشي.
في صيف ما قبل موسم 2005-2006، باع اشبيلية سيرجيو راموس والوحش البرازيلي بابتيستا إلى ريال مدريد مقابل 41 مليون جنيه استرليني، وفي المقابل تعاقد النادي مع لويس فابيانو وكانوتيه وماريسكا وسافيولا والحارس أندرياس بالوب والمدافع الصلب إيفيكا دراغوتينوفتش مقابل 20 مليون جنيه استرليني.
ذلك السوق كانت سوق التاريخ كله لاشبيلية، فالفريق عالج كل النقص وكل الأسماء الجديدة ساهمت بالمجد الأوروبي، وكانت العين الثاقبة بتعيين خواندي راموس الذي عرف كيف يدير الفريق، وعرف كيف يحصد لقبي دوري أوروبي متاليين، وفاز اشبلية أيضاً مع دل نيدو بلقبي كأس ملك اسبانيا وكأس السوبر الأوروبي لمرة واحدة وكأس سوبر اسبانيا أيضاً لمرة واحدة، لتكون بلا جدال أفضل فترة في تاريخ النادي.
دل نيدو أحد المساهمين الرئيسيين في ملكية نادي اشبيلية، وعرف عنه حربه الشعواء ضد احتكار ريال مدريد وبرشلونة لحقوق البث التلفزيوني حتى تم وصفه بتشي جيفارا الدوري الإسباني، قبل أن يتوقف عن الرئاسة في عام 2013 للحكم بالسجن عليه 7 سنوات، في قضية لا تتعلق أبداً بالنادي الأندلسي، وإنما كانت قضية فساد في بناء أحد المنتجعات.
رسخ دل نيدو قاعدة قوية في اشبيلية لإدارته بنجاح رغم قلة موارده، نجح الفريق من خلال ما بناه هذا الرجل في الموسم اللاحق من الفوز بلقب الدوري الأوروبي، والآن الكرة في ملعب الرئيس خوسيه كاسترو كارمونا والإدارة المستمرة في العمل بأن لا تضيع هذا العمل الكبير، بل تبني عليه ليستمر المشروع الذي لم يفد فقط إشبيلية، بل الكرة الإسبانية بشكل عام.
أصبح نادي إشبيلية رسمياً سيد بطولة الدوري الأوروبي ، وذلك في تاريخ 27-05-2015، عندما هزم فريق دنيبرو الأوكراني 3-2، في مباراة مثيرة وماراثونية.
فوز إشبيلية ذلك، جعله يتوج ببطولته الرابعة في تاريخ الدوري الأوروبي، وجعله يحافظ على اللقب من جديد للمرة الثانية، حيث كان قد توج في نسخة 2013-2014 على حساب بنفيكا بركلات الترجيح.
رقم 4 بطولات من الدوري الأوروبي في خزائن إشبيلية، جعل النادي الأندلسي سيداً وحيداً لهذه البطولة، كما أنه ساهم بتواجد 5 أندية إسبانية لأول مرة في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وذلك في نسخة 2015-2016 بناء على تعديلات أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تنص على تأهل حامل لقب الدوري الأوروبي للبطولة الأهم في عالم الأندية.
هذا ليس كل شيء، فخلال موسم 2015-2016، خرج إشبيلية من دوري الأبطال ليتجه للعب في الدوري الأوروبي لاحتلاله المركز الثالث في المجموعات.
في البطولة التي يختص بها النادي الأندلس، تألق وقدم مباريات ممتازة، ليصل المباراة النهائية ويواجه ليفربول في مواجهة اعتقد كثيرون أنها لصالح الفريق الإنجليزي.
على العكس من ذلك، فاجأ إشبيلية الجميع، فرغم أن الشوط الأول انتهى لصالح ليفربول 1-0، لكن ردة الفعل الهائلة في الشوط الثاني صدمت يورجن كلوب المدرب ولاعبيه، ففاز إشبيلية 3-1.
قبل اللقاء كان هناك تصريح صادق من مدرب إشبيلية أوناي إيمري قال فيه "الدوري الأوروبي زوجتنا الثانية، على ليفربول أن يحذر!"...