صعقت ألمانيا الجميع عندما ودعت كأس العالم لكرة القدم... حسنا لسنا في 2018 لكننا الآن في 2022، فقد ودعت بطلة العالم أربع مرات البطولة للمرة الثانية على التوالي من الدور الأول.
وما حدث في 2018 تكرر في 2022، فألمانيا دخلت النهائيات بدفاع لم يخرج بشباك نظيفة في مباراة رسمية منذ الفوز 9/0 على ليختنشتاين في التصفيات المؤهلة إلى قطر في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي.
واهتزت شباك ألمانيا 15 مرة في 10 مباريات رسمية، بينما في ثلاث مباريات ودية استقبلت هدفا واحدا كان أمام هولندا، وحافظت على شباكها نظيفة أمام إسرائيل وعُمان.
ومنحت شركة "نيلسن جريسنوت" للإحصاءات الفريق الألماني فرصة 41% في تجاوز الدور الأول بعد الإخفاقات الأخيرة.
وعلى استاد البيت في الخور الليلة الماضية كان الدفاع الألماني مهتزا، وكاد نيكلاس سولي أن يكلف الفريق هدفا عندما أخطأ في إبعاد تمريرة عرضية.
وكان مانويل نوير حاضرا لينقذ زميليه ديفيد راوم وأنطوني روديغر ويبعد انفرادا من كيشر فولر ويحافظ على تقدم فريقه في الشوط الأول بهدف سيرج غنابري من ضربة رأس.
ومع بحث المدرب هانز فليك عن انتصار بنتيجة كبيرة لضمان العبور إلى دور الـ16 ظهرت المساحات في دفاع ألمانيا.
ومن هجمة سريعة استطاع يلتسين تيخيدا إدراك التعادل لكوستاريكا مستغلا خطأ في إبعاد الكرة من دفاع ألمانيا في الدقيقة 58.
ولم يكن الهدف الثاني مختلفا، حيث وصلت الكرة إلى خوان بابلو فارغاس الذي حولها بضربة رأس لينقذها نوير وتصطدم بلاعب كوستاريكا ثم الحارس الألماني إلى داخل المرمى.
مهاجم حقيقي
واحدة من الحقائق الراسخة في تاريخ كرة القدم الألمانية هي امتلاك الفريق مهاجما صريحا، لكن منذ كأس العالم 2002 لم يكن هناك سوى ميروسلاف كلوزه وماريو غوميز.
وكان الظهور الأخير لغوميز عندما خسرت ألمانيا أمام فرنسا في قبل نهائي بطولة أوروبا 2016.
وتزامن اختفاء ظهور المهاجمين الألمان مع قدوم بيب غوارديولا لتدريب بايرن ميونخ في 2013 بعد فوز الفريق بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، واعتماده على البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
وفي روسيا 2018، استهلت ألمانيا مشوار الدفاع عن اللقب بخسارة أمام المكسيك في أول مباراة ثم الفوز على السويد بهدف توني كروس في الوقت المحتسب بدل الضائع قبل الهزيمة المفاجئة 0/2 أمام كوريا الجنوبية، لتودع النهائيات من دور المجموعات للمرة الأولى منذ 1938، وسط ذهول الجميع حول العالم بأن المنتخب الذي كانت أسوأ نتائجه في النهائيات الخروج من دور الثمانية في 1994 و1998.
وكانت مقدمات ما حدث في قطر واضحة أمام الجميع، فالمدرب فليك اضطر لضم الثنائي نيكلاس فولكروج (29 عاما)، ويوسف موكوكو (18 عاما)، رغم عدم مشاركتهما مع المنتخب من قبل.
وأحرز فولكروج هدف الفوز 1/0 على عُمان في آخر مباراة ودية قبل مواجهة اليابان.
وصنعت ألمانيا العديد من الفرص أمام اليابان، لكنها افتقرت للدقة أمام المرمى، وفي مواجهة إسبانيا أنقذها فولكروج من الهزيمة بإدراك التعادل قبل سبع دقائق من النهاية.
ورغم حاجتها للفوز على كوستاريكا بفارق كبير من الأهداف لتفادي سيناريو فوز اليابان على إسبانيا، فضّل فليك عدم الدفع بالمهاجم فيردر بريمن في التشكيلة الأساسية.
وأهدرت ألمانيا أكثر من خمس فرص في الشوط الأول بواسطة غنابري وجمال موسيالا وتوماس مولر، وبعد الاستراحة أبعد القائم ثلاث كرات من موسيالا والمدافع روديغر.
واضطر فليك لإشراك فولكروج ليصنع الهدف الثاني لكاي هافيرتز ثم يسجل الهدف الرابع بنفسه.
وستكون ألمانيا بحاجة إلى دراسة ما حدث في آخر ستة أعوام قبل استضافة بطولة أوروبا 2024.