بدايةً. اعترف أنني كنت واحداً ممن غمزوا من قناة منح قطر حق تنظيم كأس العالم (2022)، وكنت أرى في تقدم قطر لملف ترشيحها لغايات هذا التنظيم رأياً سلبياً. ومع الأسف كنت ضمن كثيرين جداً في العالم العربي والعالم أجمع.
واستمراراً وإمعاناً في الترويج لهذا الرأي كثر حديثي (ومن يشاركني الرأي) عن قطر وعن غايتها من التقدم بطلب تنظيم حدث كأس العالم، بل وامتد الحديث لأمور تتعلق بأن هناك مساسٌ بحقوق الانسان وإن الأخطر أن هناك مساعٍ لتطبيع وانحياز نحو حضارات وأفكار ومعتقدات غريبة عنا كعرب وكشرقيين وقبل ذلك كمسلمين، وظل هذا الحديث يتنامى دون هوادة، ودون أن تشغل قطر التي كانت تعمل (وتعمل فقط) نفسها بالرد.
وجاءت لحظة الحقيقة، جاءت لحظة انطلاق الحدث فصمتت جميع الألسنة، وتحدثت قطر لا بالكلمات بل بالإنجاز وفي أعلى درجة منه، الانجاز الحضاري الذي حرص على نقل الصورة الحقيقية عن الانسان العربي والمسلم الى العالم وعلى نحو ينقص كل ما سبق وإن قدمته (مشوهاً) الأنفس التي تكره العرب والمسلمين قومية وديانة وحضارة ومعتقداً وكياناً، حدثت قطر بنعمة ربها قيادةً وارادةً وعلماً.