تصدر التمهيد الروسي بشأن الإعلان الرسمي عن ضم مناطق أوكرانية في وقت لاحق، اليوم الجمعة، أبرز عناوين الصحف العالمية التي وصفت الخطوة بأنها أكبر عملية ضم عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتناولت الصحف رد الفعل الغربي، حيث قالت إن حلفاء أوكرانيا يدرسون ”ردا رادعا" على الإعلان الرسمي الروسي. كما ناقشت الصحف الشأن الإيراني، وقالت إن الشعب لجأ إلى أسطح المنازل للتعبير عن احتجاجه، هربا من حملات القمع المتزايدة التي يمارسها النظام.
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التصعيد الذي يمارسه الرئيس، فلاديمير بوتين، بشأن جهوده في الحرب الأوكرانية يثير المخاطر في الداخل والخارج، حيث يقول المحللون إنه بينما يستعد الزعيم الروسي لتحقيق انفراجة في الصراع، فإنه يخاطر بتجاوز حدوده.
وقالت الصحيفة، إن روسيا تخطط لإقامة احتفالات انتصار وتجمعات عامة تزامنا مع استعداد بوتين لضم قطاع إضافي واسع من أوكرانيا المجاورة رسميا في الأيام المقبلة؛ ما يعد أكبر ضم عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أنه من المقرر أن تعكس الاحتفالات البهاء والظرف الذي صاحب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم قبل ثماني سنوات، وهو حدث تميز به بوتين وزاد من شعبيته داخليا؛ ”لأن الاستيلاء كان سريعا وبلا دماء تقريبا".
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن عمليات الضم الجديدة، بالإضافة إلى سلسلة التحركات التي لا تحظى بشعبية والتي تضع البلاد على أهبة الاستعداد للحرب، تزيد من خطر تجاوز بوتين الحدود بينما يتجه نحو تحقيق انفراجة في حرب أوكرانيا.
وأضاف المحللون، في حديثهم مع ”الجورنال"، أن عمليات الضم الجديدة ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الحرب التي خسرتها روسيا، وستترك بوتين على نحو خطير أمام خيارات الخروج من الصراع.
وقالت الصحيفة، في تحليل لها، إنه بضم الأراضي المحتلة، ستعلن روسيا سيادتها على المقاطعات التي تسيطر عليها جزئيا فقط والتي تتقدم فيها القوات الأوكرانية.
واعتبرت أن الخطوة تعد الأحدث في سلسلة من التصعيد من الكرملين خلال الأيام الأخيرة بعد سلسلة من النكسات العسكرية التي استعادت خلالها القوات الأوكرانية أكثر من 3 آلاف ميل مربع من الأراضي.
وأضافت: إذا فشلت روسيا في قلب موازين القتال بـ300 ألف جندي مدربين على عَجل، والذين حشدهم بوتين الأسبوع الماضي، فإنه يواجه احتمال وجود تجنيد أوسع من الرجال في سن الخدمة العسكرية الذين لن يحظوا بشعبية كبيرة داخل البلاد."
وأشارت ”وول ستريت جورنال" إلى أن السياسيين القوميين يضغطون على بوتين لإعلان الأحكام العرفية التي من شأنها أن تضع الاقتصاد على قدم وساق في زمن الحرب، وإغلاق الحدود لوقف عشرات الآلاف من الرجال في سن التجنيد الذين فروا من البلاد منذ الأسبوع الماضي، وربما فرض بعض القيود على الأجانب أيضا.
وتابعت: ”سيشارك بوتين في احتفالات رسمية، اليوم الجمعة، حيث سيتم قبول أربع مناطق من أوكرانيا رسميا في روسيا، وتوقيع المعاهدات في قاعة سانت جورج في مقر الكرملين.
وأغلقت موسكو الطرق حول الكرملين، تحسبا لحفل موسيقي في الميدان الأحمر والتجمع الذي سيستمر حتى المساء".
وأردفت الصحيفة أنه من المتوقع أن تصادق الغرفة العليا في البرلمان الروسي (مجلس الدوما)، الأسبوع المقبل، على ضم المناطق المحتلة التي تمثل 15% من الأراضي الأوكرانية.
وكان دييمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قد صرح أن المراسيم سيتم توقيعها بشأن جميع المناطق الأربع التي أجريت استفتاءات بها. وتغطي الأراضي التي تم ضمها – دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا – مساحة تقارب مساحة بولندا، ويقدر عدد سكانها بأربعة ملايين نسمة.