تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح يوم الجمعة آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن ”لحظة محورية" لكييف تحددها ”معركة خيرسون" الجنوبية المقرر اندلاعها الفترة المقبلة.
واعتبرت الصحف، في المقابل، أن موسكو لديها القدرة على تحمل عمليتين هجوميتين في وقت واحد..
وعن الحرب في أوكرانيا، سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على التطورات الميدانية في ساحة القتال، وقالت إن شمال أوكرانيا تعرضت صباح أمس، الخميس، لهجمات روسية مكثفة ”بعيدة عن الخطوط الأمامية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم يعد هو الأول من نوعه الذي تشهده منطقة العاصمة الأوكرانية، كييف، منذ أسابيع، حيث إنها بعيدة عن ساحات القتال المستعر الذي يتركز الآن في شرق وجنوب البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن صاروخ كروز من طراز ”كاليبر" سقط على قاعدة عسكرية في منطقة فيشغورود بشمال كييف.
ووفقًا للمسؤولين، وبحسب ما نقلته الصحيفة، تم إطلاق ما لا يقل عن 20 صاروخًا من بيلاروسيا على شمال أوكرانيا، بينها تسعة ضربت منطقة تشيرنيهيف، كما أصابت القذائف مناطق خاركيف وميكولايف في شمال شرق أوكرانيا وجنوبها على التوالي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن الضربات الروسية الأخيرة أنهت فترة هدوء في منطقة كييف، حيث عادت العاصمة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، على الرغم من استمرار القصف في مناطق أخرى.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن أوليكسي كوليبا، حاكم منطقة كييف، قوله إن الضربات الروسية كانت بمثابة تذكير بأن الحرب لم تنته، حتى في كييف. ووجه رسالة إلى السكان بقوله: ”أحثك مرة أخرى، لا تتجاهل إشارات الإنذار.. انزل إلى الملجأ. الحرب مستمرة".
في سياق متصل، حذرت أوكرانيا من أن روسيا تتسابق لتعزيز قواتها ودفاعاتها في الجنوب، وأن كييف لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأسلحة من الغرب، مما خلق إحساسًا متزايدًا بالإلحاح قبل هجوم مضاد وشيك لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو.
وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز" أن الأوكرانيين كانوا يمهدون الطريق لهجوم مضاد واسع النطاق في منطقة خيرسون الجنوبية منذ أسابيع، وقد تركت الضربات الصاروخية طويلة المدى الأخيرة آلاف الجنود الروس المتمركزين غرب نهر دنيبرو، داخل وحول مدينة خيرسون الساحلية، في موقف محفوف بالمخاطر، معزول إلى حد كبير عن المعاقل الروسية في الشرق.
وأضافت الصحيفة أن الأوكرانيين يعتقدون أن الجبهة الواعدة لإحراز تقدم كبير تكمن في الجزء الغربي من خيرسون، حيث شنت القوات الأوكرانية ضربات في الآونة الأخيرة لعزل القوات الروسية عن خطوط الإمداد عبر نهر دنيبرو، الذي يقسم أوكرانيا ومنطقة خيرسون نفسها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين ومحللين عسكريين غربيين قولهم إن عدة ضربات هذا الأسبوع على جسر رئيسي عبر نهر دنيبرو وطرق وجسور مهمة أخرى في الأيام الأخيرة تركت القوات الروسية حول مدينة خيرسون معرضة للخطر بشكل كبير.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع ذلك، يبدو أن الروس يحاولون بناء معبر آخر فوق النهر، حيث نقلت عن منشور كتبه يوري سوبوليفسكي، وهو مسؤول إقليمي في خيرسون، على فيسبوك أمس يقول إن أربعة زوارق تسحب طوافات عبر نهر دنيبرو، على الرغم من أنه أكد أن الجسر العائم لن يساعد الروس في إعادة إمداد قواتهم.