في أوكرانيا، ذكرت صحيفة ”الغارديان" البريطانية أن مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك في شرق البلاد تعرضت لقصف روسي، مشيرة إلى أن الهجوم جاء كـ"رد انتقامي" لموسكو على هجوم كييف الذي استهدف موقعاً دفاعياً روسياً في مقاطعة لوغانسك باستخدام صواريخ ”هيمارس" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن القصف الروسي الأخير يشير إلى نية موسكو بشن هجوم متجدد سيستهدف مدنًا أخرى في مقاطعة دونيتسك، زاعمين أن الجيش الروسي يكافح لمواجهة الضربات الأوكرانية اليومية على مستودعات الذخيرة ومراكز القيادة في الأيام الأخيرة.
ووفقاً للصحيفة، أكد المسؤولون الانفصاليون الموالون لروسيا في المدينة الضربة الأوكرانية على مقاطعة لوغانسك. وأفادت وكالة أنباء ”إنترفاكس" الروسية، أن المتحدث باسم القوات الانفصالية، أندريه ماروتشكو، قال إن الجيش الأوكراني وجه ”ضربة قوية" لمنظومة الدفاع الجوي في لوغانسك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى باخموت على أنها هدف رئيسي للقوات الروسية، حيث تقع على بعد نحو 10 أميال من الحدود مع مقاطعة لوغانسك، التي تحتلها روسيا الآن بالكامل.
وفي هذا الصدد، نقلت ”الغارديان" عن تقرير صادر عن ”معهد دراسة الحرب" بواشنطن قوله إنه من المرجح أن تواصل القوات الروسية قصف المناطق المحيطة بمدينة سلوفيانسك في دونيتسك لتهيئة الظروف لشن هجوم متجدد على المدينة نفسها وكراماتورسك المجاورة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”ركز الاهتمام الدولي مؤخرًا على النجاحات الأوكرانية الأخيرة باستخدام نظام هيمارس الأمريكي لاستهداف شبكات القيادة والسيطرة الروسية الرئيسية. ويقترح بعض المراقبين أن استخدام هيمارس يمثل عودة إلى تكتيكات الكر والفر الناجحة التي استخدمتها كييف في بداية الحرب."
وفي روسيا، ذكرت صحيفة ”ديلي إكسبريس" أن ”الشعور الدائم بالمؤامرة" لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تجاه خصومه المحتملين يترك الجنرالات خارج دائرة الضوء في الحرب الأوكرانية، حيث تزعم التقارير أن مخاوف الزعيم الروسي بشأن صعود خصم محتمل يجعل قادة الحرب بعيدين عن دائرة الضوء في وسائل الإعلام.
وقالت الصحيفة إنه وفقًا لتقرير تلقته، تم تحذير وسائل الإعلام الرسمية الروسية من تسليط الضوء على نجاحات جنرالات روس معينين بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى ”معركة على القيادة". وأضافت أنه بدلاً من ذلك، تلقت وسائل الإعلام أوامر بالتركيز فقط على هويات العسكريين الذين يحققون النجاح كجنود وضباط.
وتابعت الصحيفة البريطانية: ”وفقاً لبوتين، فإن إبراز إنجازات شخصيات عسكرية بارزة في دائرة الضوء الإعلامي يخاطر بزيادة الدعم لمنافسه، خاصة إذا أصبحت شخصية عسكرية واحدة سبباً في عدد من النجاحات."
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التقارير، عن مثل هذا التضييق في التغطية الإعلامية الروسية، تأتي في وقت يتصاعد فيه السخط في الرتب العسكرية مع تراجع العديد من الجنود عن الحرب.