نيروز الإخبارية : وصفت منظمة الصحة العالمية مرض جُدري القرود: " بأنه مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ يُنقل من الحيوان إلى الإنسان، وأعراضه تشبه أعراض المرض الذي ظهرت قديماً على من أصيبوا به، لكنها أقل شدّة."
تم تأكيد ظهور عشرات الحالات في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والمملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وقد أوضحت السلطات الصحية في ولاية نيو ساوث ويلز: "أن الفيروس ظهر على رجل في الأربعينات من عمره عاد مؤخرًا إلى سيدني من أوروبا، كان يعاني من أعراض خفيفة بعد عدة أيام من وصوله". حيث شخصه طبيبه العام بالإصابة بجدري القرود، وتم إجراء الفحوصات العاجلة له.
وقالت الدكتورة تغريد استيفان أستاذة علم الأحياء المجهرية في جامعة RMIT في ملبورن:" إن انتقال الفيروس منخفض بين البشر، لكنه ينتقل عند وجود اتصال وثيق ولفترة طويلة".
وأضافت:" لكن يجب أخذ الحيطة والحذر من الإصابة عند ظهور الأعراض".
أعراض عدوى فيروس جدري القردة:
أشارت أستاذة علم الأحياء المجهرية الدكتورة تغريد استيفان إلى أن أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب هي:
حُمى وآلام في الظهر والعضلات.
وقد تتضخم العقد الليمفاوية الكبيرة
صداع قوي وشعور بالتعب والخمول.
عدوى المرض وظهوره:
تتراوح فترة حضانة جُدري القردة، في الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور أعراضه، من 6 إلى16 يوماً، وقد تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.
بينما هناك تقارير وفق منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن فترة الانتقال هي من صفر إلى 5 أيام.
فترة ظهور الطفح الجلدي:
تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى حيث تبدأ بالظهور على الوجه غالباً ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وتظهر البثور والطفح الجلدي على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين في 75%.
ويزداد الطفح في حوالي 10 أيام من بقع إلى حويصلات سائلة وبثور يلزمها ثلاثة أسابيع لتختفي تماماً.
اكتشاف المرض:
وفق منظمة الصحة العالمية: "فقد كُشِف المرض لأول مرّة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية بعد إصابة صبي بعمر 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.
في خريف عام 2003 تم الإبلاغ عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة قريبة.
وشهد عام 2005 انتشاراً آخر لجدري القردة في إحدى ولايات السودان وأجزاء أخرى من أفريقيا. بينما ظهر مرة أخرى عام 2009، حيث تم إطلاق حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة، فيما جرى احتواء 26 حالة وحدوث وفاتين بسبب المرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر 2016.
انتقال المرض
أوضحت أستاذ علم الأحياء الدقيقة الدكتورة تغريد استيفان:" أن العدوى تنجم من حالات تدل عن مخالطة مباشرة أو لسوائل أجسام أو آفات جلدية أو سوائل مخاطية لحالةمصابة".
فيما وُثِّقت في أفريقيا – وفقاُ لتقرير منظمة الصحة العالمية- حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض. علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيس للفيروس.
وأوضحت الدكتورة تغريد:" أنه يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات التنفسية لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو نتيجة ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات".
وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.
ولا يمكن تشخيص جُدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الفحوصات المخبرية المتخصصة في هذا المجال.
العلاج واللقاح
لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جُدري القردة، ولكن يمكن مكافحة انتشاره، حيث ثبُت في الماضي أن التلقيح ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية منه.
للاستماع للقاء دكتورة تغريد اسطيفان أستاذ علم الأحياء المجهرية في جامعة " RMIT" في ملبورن. يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.