يقول الموقع الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية ان أو مرة كُشِف فيها عن هذا الفيروس كانت في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.
وقال طبيب الصحة العامة د. مروان توما في حديث لراديو أس بي أس انه كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.
وأضاف: "تم الإبلاغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي اعتبرت موطونة به."
من المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة عامل خطر يرتبط بالإصابة به.
وأوضح د. توما أن فترة الحضانة بين 5 و21 يوم وهي الفترة الفاصلة بين دخول الفيروس وظهور الاعراض، وشرح مراحل العدوى قائلاً: "المرحلة الاولى بين يوم 0 واليوم الخامس هي مرحلة غزو الفيروس وتتضمن أعراضها صداعاً شديداً وحمى وتضخماً في الغدد الليمفاوية والم في الظهر."
أما المرحلة التالية فتتضمن ظهور الطفح الجلدي الذي يبدأ مسطحاً وبعد ذلك يتحول إلى حويصلات تبدأ داخل الفم والوجه وقرنية العين وباطن القدمين واليدين والأعضاء التناسلية.
كيف ينتقل الفيروس؟
تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه.
لا توجد بيانات تثبت أنّ جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر.
وحدّدت الدراسات التي أُجرِيت مؤخراً عن الحيوانات في إطار بحث نموذج انتقال جدري القردة من كلاب البراري إلى الإنسان طورين مختلفين من الفيروسات – ألا وهما طور فيروسات حوض نهر الكونغو وطور فيروسات غرب أفريقيا – علماً بأن الطور الأول أشد فوعة.
متلقو لقاح فيروس الجدري القديم لديهم مناعة 85% ضد جدري القردة.
وأخيراً نصح د. توما بغسل اليدين وطهو المنتجات الحيواتنية بشكل جيد: "اذا كنت تطبخ في المنزل أو تعمل في مجال اللحوم فلا بد من ارتداء القفازات أثناء التعامل مع لحوم نيئة. من الممكن أن يتسبب جرح بسيط في انتقال العدوى."