تبدأ رحلة الماء أولا في الفم، حيث بعد بضع رشفات منه، يخبر الدماغ الجسم -قبل الأوان- أن الجسم قد شرب ما يكفي من الماء.
هذه الآلية مهمة؛ لأن الماء، الذي تم شربه، يستغرق وقتا طويلا حتى يصل إلى الخلايا، فإذا أرسل الدماغ إشارات الترطيب فقط بعد تلقي الخلايا للماء، فسيشرب الشخص أكثر مما يحتاجه الجسم. كما يسمح هذا بالتوقف عن الشرب في الوقت المناسب، حتى لو لم يكن الماء قد رطب الجسم بعد.
ثم ينتقل الماء عبر المريء، وهو أنبوب صغير متصل بالفم ويهبط في المعدة -يتساءل الكثير من الناس "كم من الوقت يستغرق الماء حتى يتم هضمه؟"، ولكن أحد الاختلافات الرئيسة بين تناول الطعام والماء؛ هو أن الماء يتم امتصاصه بدلا من هضمه في المعدة- لتبدأ عملية امتصاص الماء إلى مجرى الدم.
تعتمد كمية الماء التي يتم امتصاصها في المعدة وسرعة امتصاص الماء، جزئيا، على الكمية التي تم تناولها. إذا كان شخص ما يشرب الماء على معدة فارغة، فمن المرجح أن يكون معدل امتصاص الماء أسرع، في غضون 5 دقائق بعد الشرب. في حين أنه إذا تناول الشخص الكثير من الطعام قبل أن يشرب الماء، فإن سرعة الامتصاص ستتباطأ وفقا لذلك، وقد يستغرق الامتصاص ما يصل إلى بضع ساعات.
والآن ننتقل إلى الفوائد التي يحصل عليها الجسم عند شرب الماء بشكل كاف، والحرص على عدم الجفاف:
1- المساعدة في التحكم بالوزن
الشعور بالجوع قد يكون في الواقع عطشا، وذلك وفقا لتقرير لموقع "إيت ذيس نات ذات" (EAT THIS, NOT THAT)؛ لذلك عوضا عن الأكل اشرب كوبا من الماء، إذ أظهرت بعض الدراسات أن دماغك يمكن أن يخلط بين الاثنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن شرب الماء قبل الوجبة يعمل بمثابة مثبط طبيعي للشهية، ويمكن أن يساعدك على تناول كميات أقل.
وجدت دراسة نشرت في "مجلة أكاديمية التغذية والغذائيات" (Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics) أن الأشخاص الذين يشربون الماء قبل الوجبة يأكلون سعرات حرارية أقل بنسبة 13% من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
2- تعزيز التمثيل الغذائي
التمثيل الغذائي هو العملية التي يحرق بها الجسم السعرات الحرارية لأداء وظائفه، وعندما يكون التمثيل الغذائي منخفضا، عندها سيكون من الصعب فقدان الوزن.
وجدت دراسة نشرت في "مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي" (Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism) أن الأشخاص الذين شربوا حوالي نصف لتر من الماء زادت معدلات الأيض لديهم بنسبة 30%. وقدر الباحثون أنه إذا زاد الناس من تناولهم للمياه بمقدار 1.5 لتر يوميا (حوالي 6 أكواب)، فيمكنهم حرق 17 ألفا و400 سعرة حرارية إضافية سنويا. وهذا يعادل تقريبا فقدان 2.5 كيلوغرام.
3- تحسين الأداء الرياضي
شرب كمية كافية من الماء ضروري للأداء الرياضي، ويساعد شرب كمية كافية من الماء جسمك على تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، وتوصيل الأحماض الأمينية الأساسية إلى الأنسجة العضلية. كما أن الماء ضروري لتعويض الجسم عما يفقده مع التعرق.
4- بشرتك ستصبح أكثر إشراقا
إذا لم تحصل على كمية كافية من الماء، تصبح بشرتك جافة، وتكون تجاعيدك أعمق، وبشرتك بشكل عام تبدو باهتة. وعلى الرغم من أن شرب الماء ليس علاجا لجميع مشاكل بشرتك؛ إلا أنه بالتأكيد سيساعدها.
5- تحسين التركيز
دماغك يتكون بنسبة 80% من الماء، لذلك يحافظ الترطيب المناسب على أدائه في أفضل حالاته.
6- تحفيز طرد السموم
كلما زادت كمية المياه التي تشربها، كلما كانت الكليتان تعملان بشكل أفضل. نظرا لأن وظيفة كليتيك هي تصفية الفضلات من دمك، فكلما زادت كفاءة كليتيك، زادت كمية السموم التي يتم التخلص منها.
7- التخلص من الألم
وجد الأشخاص الذين عانوا من الصداع والصداع النصفي الراحة من خلال شرب ما يزيد قليلا عن 6 أكواب من الماء يوميا، وفقا لدراسة أجريت في هولندا. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الجفاف إلى تقلصات عضلية.
8- ستكون سعيدا أكثر
عندما تشعر بالجفاف الشديد فهذا يجعلك غاضبا، حيث أظهرت الأبحاث أن شرب الماء يؤثر على مزاجك، حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يتسبب في تهيج الناس. ابق رطبا كي تبقى سعيدا.