كشفت مديرية الامراض الصدرية وصحة الوافدين في وزارة الصحة عن ظهور 7 آلاف اصابة جديدة بمرض التهاب الكبد الوبائي من نوعي(سي)، و(بي) المعديين بين وافدين من دول عربية مجاورة وجنسيات آسيوية العام الماضي.
وتوزعت الإصابات على 5 آلاف إصابة بمرض الكبد الفيروسي (سي)، و2000 إصابة من نوع (بي).
ورصدت هذه الإصابات بناء على الفحوص الإلزامية للوافدين التي تشترطها وزارة الصحة لمنح شهادات خلو امراض إما لغايات الإقامة او لتصاريح العمل في المملكة.
أما بالنسبة لعدد الإصابات بين أردنيين بالكبد الوبائي (إي، بي، سي)، بحسب المؤشرات الإحصائية الصادرة عن وزارة الصحة من 2019 ولغاية 2020، فقد رصدت إصابة واحدة بفيروس بي وثقتها مديرية الشؤون الصحية في محافظة العاصمة، بينما رصدت 269 إصابة من نوع (أ) منها41 في عمان.
ومن الامراض السارية المكتشفة، مرض التدرن (السل الرئوي وغير الرئوي)، حيث رصدت صحة الوافدين ما يقارب 250 إصابة جديدة بهما بين أردنيين ومقيمين من جنسيات غير أردنية من ضمنهم لاجئون سوريون، بحسب احدث ارقام راشحة عن المديرية للعام 2021
وبالعودة الى التقرير الاحصائي السنوي الصادر عن وزارة الصحة للعام 2020، بلغ عدد الإصابات بمرض التدرن الرئوي (السل) 167 إصابة.
وانخفضت هذه الارقام مقارنة مع مثيلتها للعام 2019 بنسبة 50 % بسبب الحظر الشامل والتدريجي خلال جائحة كورونا
ولم يختلف عدد الإصابات بمرض التدرن عن العامين الماضيين، إذ بلغت إصابات السل الرئوي وغير الرئوي بين الأردنيين 114 إصابة، بينما بلغ عدد الإصابات من جنسيات غير أردنية 136 إصابة
وتشير هذه الأرقام إلى أن نسبة اكتشاف الإصابة بمرض السل بين الوافدين مرتفعة قليلا، مقارنة بنظيرتها لدى الأردنيين.
ونتيجة لتشابه الاعراض الرئوية للسل وفيروس كورونا، فإن اجراء فحص السل في المديرية يكون مجانا في حال عدم ثبوت الإصابة بفيروس كورونا، خاصة في حال استمرار الاعراض المرضية، وفق رئيس قسم التدرن في صحة الوافدين الدكتور خالد عكة، الذي اعتبر أن هذه فرصة للوصول الى فئات جديدة قد تكون مصابة بالسل لم يتم اكتشافها .
وأوضح عكة في تصريح لـ الغد ، أن المديرية تجري فحوصا اجبارية للوافدين من مختلف الجنسيات التي ترغب بالاقامة على الأراضي الأردنية، حفاظا على الأمن الصحي، كما تهدف هذه الفحوص الى تقييم قدرة الوافد على أداء الوظيفة بكفاءة وفعالية دون الإضرار بنفسه أو زملائه أو المجتمع.
ومن الفحوص الإلزامية التي تجريها المديرية، فحص مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، والسل الرئوي، بالإضافة الى الكبد الوبائي الفيروسي (سي وبي)، وتصل كلفة جميع هذه الفحوص إلى 85 دينارا.
ويشير دليل الرصد الوبائي الصادر عن مديرية الامراض السارية في وزارة الصحة إلى أن أمراض التدرن (السل والتهاب الكبد الوبائي بأنواعه) هي من الامراض الواجب التبليغ عنها أسبوعيا وشهريا، إلى جانب الامراض المعدية الأخرى، مثل التهاب السحايا البكتيري، والجدري، والملاريا، والتيفوئيد، والكزاز.
ويؤثر السل الرئوي بشكل رئيس على الرئتين لكنه قد يهاجم أي جزء من الجسم، بحسب رئيس جمعية اطباء الصدر الأردنية السابق الدكتور خالد أبو رمان، الذي اوضح أن المرض ينتقل عن طريق الهواء، على غرار نزلات البرد العادية، لكن العدوى لا تنتقل إلا عن طريق الأشخاص المصابين، سواء بالسعال أو العطس أو التحدث أو البصق، حيث تنتقل جرثومة السل المعروفة باسم (العصيات).
أما بالنسبة لفيروس التهاب الكبد (سي) فإن الطرق الأكثر شيوعاً لعدواه هي عبر انتقال كميات ولو طفيفة من الدم المصاب إلى المعافى، إذ تنتقل العدوى عن طريق ممارسات الحقن غير المأمونة، وكذلك الرعاية الصحية غير الكافية، ونقل الدم ومنتجاته دون فحص، وتعاطي المخدرات بالحقن، بحسب أبو رمان الذي أكد أن عددا كبيرا من المصابين يتطور المرض لديهم إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد.
غير أن الأدوية المضادة للفيروسات باتت تشفي أكثر من 95 % من الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد(C)، ما يحد بالتالي من خطر الوفاة بسبب تليف الكبد وسرطانه، لكن فرص التشخيص والعلاج محدودة، وفق أبو رمان.
وحول طرق العدوى بفيروس الكبد بي ، أشار أبو رمان الى احتمالية انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، ومن خلال ملامسة دم شخص مصاب بالعدوى أو سوائل جسمه الأخرى، بما في ذلك الاتصال الجنسي غير الآمن مع شريك مصاب بالعدوى، والحقن غير المأمونة أو التعرض لأدوات حادة، ولدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.
إلى ذلك، أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية، بحسب موقعها الالكتروني الرسمي، إلى أن ما يقارب 296 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد بي المزمن في العام 2019، بينما رصدت ما يقارب 58 مليون شخص مصاب بعدوى فيروس التهاب الكبد سي المزمن على مستوى العالم.