الطب ليس مهنة، بل رسالة نبيلة تسمو بها القيم والمبادئ ، وكفاها شرفا... وكفى أهلها فخرا أن جعلها الله... معجزة رسوله عيسى عليه السلام، يبذل فيها الطبيب كل ما يملك من علم ومعرفة ، ويضحي بوقته وراحته وحتى علاقاته الاجتماعية والأسرية في سبيل تحقيق اهداف ورؤى هذه الرسالة السامية التي لطالما كافح ونافح لأجل أن يكون سطرا من سطورها ..
فلا يمكن أن يكون المرء أكثر قلقا وتلعثما إلا أمام القاضي والطبيب مهما كانت ثقته بنفسه ومكانته وثقافته، فحين تدخل عيادة طبيب وفضلا عن هيبة المكان.... فأنت في حضرة من اعتنق الانسانية، واعتمر الخلائق الزهر، واحتمل أمانة الرسالة، وتدثر بعباءة العفة والطهارة ..
ولكن حين يصبح الطبيب طروب ويشنف أذنيه للسمج الرعاع ليسمع سويلفات هاملة فقد أصبح ورقة.. تعبث بها الرياح الهوجاء، وحين يحيد عن جادة الصواب ، ويجدف في بحر سراب ، فقد أصبح محض مطية يعتليه شذاذ الآفاق ..فيا حلم أبيه ودعوة قلب أمه ، لعمري! هذه الدرب ليست دربك، وأنك لا تجني من الشوك العنب، يا صاحب القطوف الدانية..
أخيراً... لا نملك إلا أن ندعو الباري جل في علاه أن يرشدكم إلى درب الصواب... وأن يرفع شأنكم، ويطهر قلوبكم، وأن ينفع بكم وبعلمكم ، ويزدكم علما، ويسبغ عليكم من فيوض نعمه ..