يكاد يكون يومك في العمل كغرس فسيلةٍ في الارض، قد تكون شديد الفرح في بيئتك الجديدة، غير آبهٍ لما قد يحصل لك في قادم الايام.
قد تكون تناسيت أو نسيت أن تأخذ نظرةً لما هو حولك، أن تُمعن النظر بكل ما يحيط بك، و أن تدرس كل الخيارات المتاحة، أين أنت الآن .. وأين ستكون في الغد ..
عليك أن تحسب لما هو آتي .. فحجمك الوظيفي اليوم ليس كحجمك في الغد. أنت كالفسيلة الصغيره .. لا تشغلُ حيزاً في الوقت الراهن، لست تشكل خطرا على من حولك، ولا تشاركهم الموارد ولا تزاحمهم على المكان.
لكن حجمك آخذٌ بالتمدد مع مرور الوقت و الأيام .. ورأسُك آخذٌ بالإرتفاع، وجذورك تسري في الأرض لتمنحك الثبات يوما بعد يوم..
أحسبت حساباً، هل قمت بالقياس والتخطيط بشكلٍ جيد .. إلى أي حدٍ يمكن لك أن تنمو في وظيفتك، وهل طريقك صعوداً في السُلم الوظيفي آمنةٌ للمسير ..
وهل سيأتيكَ يوماً تبدأ فيه بالارتطام بما هو حولك بسبب تمددك
أم أن لديك الحيز الكافي لتنمو فيه دونما مضيق..
هل نظرت للأعلى لترى إن كانت المساحةُ كافيةً لتبلغ الارتفاع الذي تُريد .. أم أن هنالك من العوائق ما يجعل نموّك وإرتفاعك مرهونٌ بالوقت؛ قبل تقليم أغصانك أو البدء بالتفكير بنقلك وإجتثاثك من الجذور ..
أنت كالشجرة ... كلما ازدادت أيامك في مكان عملك .. كلما إنغرست جذورك في الارض أكثر وأعمق، حينها يصبح من الصعب إنتقالك من مكانك إلى مكانٍ آخر، وإن تم وإنتقلت، أصبحت نسبة فشل التعايش أعلى وأكبر ...
فإحرص عندما تُزرع ... أن تكون قد زُرعت في المكان الصحيح، بما يتوائم ويتلائم مع طموحك، وأن لا تُشكل عائقاً أمام أحد، مما قد يضطرهم الى قطع أغصانك أو إقتلاعك من الجذور.