بقلم / أحمد حساني المدير التنفيذي لمركز سعود زايد للدراسات البحثية والسياسية والاستراتيجية.
تتوالي انتكاسات آبي أحمد حيث دحر هجومه المضاد ، الرعب يجتاح الدولة و شبح الفوضى يخيم على إثيوبيا مع تقدم الـ"تيغراي" صوب العاصمة أديس أبابا.
حيث أعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة، من بينها جبهة تحرير شعب تيغراي، الجمعة أنها شكّلت تحالفا ضد الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد، عقب التصعيد المتزايد في الأيام الأخيرة بعد تهديد مقاتلين موالين للجبهة بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا ، التي يمكن سماع دوي المروحيات العسكرية في أجزاء منها. وبعد 12 شهرا من الصراع، بات الجيش الإثيوبي في وضع دفاعي، وتحالف المتمردين بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي يتقدم.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية".
وأدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة. وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر. كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الخطب الحربية والدعوات إلى الكراهية.
وفي المقابل حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الحياة باتت أكثر صعوبة في إقليم تيغراي الإثيوبي في ضوء نقص الإمدادات الطبية وانقطاع الكهرباء بشكل شبه مستمر ونقص حاد في الوقود فضلا عن نقص السيولة النقدية عقب إغلاق البنوك وسط ارتفاع معدلات البطالة جراء إغلاق المصانع أو تعرضها لأعمال السرقة والنهب. وقالت أليونا سينينكو المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة "إن الوضع الإنساني مقلق للغاية ويزداد سوءا".
وزاد الطين بلة هو أن الصراع في تيغراي لم يسفر فقط عن نزوح قرابة مليوني شخص باتوا الآن في أمس الحاجة إلى مساعدات، بل أدى كذلك إلى اعتماد هؤلاء النازحين على مجتمعات تستضيفهم ليست هي الأخرى في أفضل حال بل تعاني من العوز. وقد تأثر قطاع الزراعة الذي يعتمد عليه معظم سكان تيغراي بالعنف الدائر في الإقليم.
وفي الجوار الإثيوبي، انخرطت إريتريا في الصراع الدائر في تيغراي إلى جانب القوات الحكومية ورئيس الوزراء آبي أحمد منذ بداية الصراع. وقد ارتكبت القوات الإريترية فضائع في تيغراي ترقى إلى الإبادة الجماعية، وفقا للعديد من الخبراء.
وعلى وقع مؤشرات ارتكاب جرائم ترقى إلى التطهير العرقي وخطر المجاعة والخوف من امتداد العنف إلى الدول المجاورة، تزايدت الدعوات الموجهة إلى المجتمع الدولي للضغط على إثيوبيا من أجل إنهاء الحرب.
وفي الوقت الذي يراقب فيه المجتمع الدولي الأحداث في أثيوبيا ، لا يوجد في الأفق حاليا نهاية لهذه الحرب وسط تزايد المخاوف من أنها قد تنذر بنهاية الأمة الإثيوبية.