منذُ دخولي وقبل اسبوع تقريباً في مستشفى الملكه علياء العسكري وحتى هذه اللحظه بدأت أشتم رائحه الزنبقه أو السوسنه الحمراء والورود و الياسمين الابيض،وبأنواعه المختلفه، ،والتي نشتم عبقها مع اطلاله كل صباح وأشراقه شمسٍ وصبحٍ جديد لتعطينا دفء الحياه والسعاده بعد الظلام الدامس ولم أعد أشتم رائحه الشيح والقيصوم والزعتر ،لقد تخيلت نفسي أنني اعيش، في جبال لبنان، بعلبك والدامور والروشه تلك المناطق،المطله على المتوسط حيث الاجواء الهادئه والسكينه،والغيوم الملاصقه للارض ، بالرغم من أنني على سرير الشفاء،انا وكثير من الزملاء العسكريين والمتقاعدين الذين أفنينا،زهره شبابنا خدمه للوطن،ولسنوات خلت،تعرضنا لكثير من،الاصابات والمصادمات،الحياتيه اليوميه،من اجل الحفاظ على امن واستقرار هذا الوطن ،حتى اصبح انموذجاَ وملاذاَ أمناَ لكل شرفاء العرب الذين هدتهم الظروف القاسيه..
لا أحد يدرك حقيقه الامر التي نعاني منها نحن أبناء الباديه الشماء،وسطها وشمالها وجنوبها، ولماذا ذهبت الى،هذا الاتجاه،شارحاً لكم ولكافه المسؤولين
ماهي حجم المعاناه التي نتعرض لها يومياً من مكاره صحيه وامراض مزمنه مختلفه وخطيره نتعرض لها يومياً نتيجه،أبخرت المصانع السوداويه وكأنها غيوم ماطره،تأتينا من السماء دون أدنى رقابه بسبب فتح فلاتر المصانع ليلاَ،،حتى،أن حاسيه الذوق والشم،أفتقدناها لسنوات ،ولم نعد،نفرق مابين الروائح الكريهة والروائح الزكيه العطره ولم نعد نعرف أو نشاهد فصائل،الزمبق الياسمين الابيض التي تغرسونها في فناء ،حدائق منازلكم العاجيه، فلماذا حرمتمونا الحياه السعيده التي تنعمون بها،انتم على حسابنا وحساب ممتلكاتنا من الاراضي ،التي،قمنا بيبعها،مكرهين من أجل ان نقوم بتدريس اولادنا بالجامعات الاردنيه ،ليواكبوا التطور العلمي ،بينما تذهبون بأبنائكم للخارج للدراسه بالجامعات الاجنبيه ولم نعد نتمكن من دفع قوت اطفالنا بشكلٍ يومي ، انتم تضعون،ارقام فلكيه لفقدان أحد كلابكم المسعوره التي فقدتموها على حساب كرامتنا،وعندما تهرم هذه الكلاب تضعونها بحضائر اعدت لها خصيصاَ بمناطقنا،ثم يتم اطلاقها،لتفترس اطفالنا من جديد، هذا واقع الحال الذي نعيشه الان، نحن نعيش،ولو بجزء بسيط من الحياه للحفاظ على حريتنا وكرامتنا بالرغم من قساوه الحياه وانتم تعيشون رغد الحياه، وتنعمون أنتم وابنائكم ،مقابل الثمن الذي،ندفعه حالياً وهو خدمه الوطن والامراض الخطيره التي اصبحت تفتك بنا هنا وهناك ، لتحل محل هذه الاراضي،مصانعكم وشركاتكم القذره لتنشر سمومها القاتله والتي،تفتك بنا ليلاَ ونهاراَ،لتدفعوا لبلدياتنا مايمكنهم أعطائكم الموافقه بالتراخيص،متاسين،الاضرار المستقبليه لفلذات الاكباد،والشيوخ والامهات وبالمقابل نقف على ابوب مصانعكم حراساً بعد أن حمينا حدود الوطن ،بالمهج والارواح،تحت هجير الصيف وزمهرير الشتاء القارص،وسلمنا الامانه لابنائنا، ليقوموا بنفس الدور الذي،قمنا به سابقاَ فأصبحنا. محرومين من أن نشتم الهواء النقي الذي تعودنا عليه في،حياتنا اليوميه، فالاراضي التي بيعت كانت. ترفد الاقتصاد الوطني بالقمح والشعير ،بل كانت الاردن هي السباقه في تصدير الحبوب للخارج في سبعينيات القرن الماضي.
ونحن بالمقابل نضع اللوم على سماسرة الاراضي الذين جلبوا لنا هذه المصائب التي لم نكن نتوقها يوماَ من الايام،وهي مصدراَ للامراض اليوميه المهلكه للبشريه على وجه الارض، لذا نطالب الحكومة وهذا مطلب رسمي من الشعب الذي،هو مصدر السلطات الثلاث، لنضعه أمامكم بالدارسه العاجله حول
ترحيل كافه المصانع والشركات من القرى خارج والبيوت والمساكن، وخصوصاَ في لوائي الموقر والجيزه ،الى الصحراء الاردنيه ، فهناك أماكن شاسعه،يمكنهم الانتقال اليها،بأسرع وقت،فليس من حقكم انتم ،ان تشتموا،الروائح الزكيه من عبق الورود والازاهير ونحن نشتم سموم مصانعكم،فكلنا امام القانون اردنيين،وعلى المتنفذين بالمنطقه وسماسره الارض ،ان يتقوا الله بالبشر..
بعد ان افقت من سباتي العميق وجدت نفسي في عمان،مستشفى الملكه علياء العسكري وليس،في جبال لبنان،لاقدم شكري وتقديري وأعتزازي وعرفاني،لامهر الاطباء،والممرضين وملائكه الرحمه، في،قواتنا المسلحه الباسله بهذا الصرح الطبي الكبير ،وهم يصلون الليل بالنهار لتقدم كافه الخدمات الطبيه،العاليه والمتطوره،حفظ الله الوطن وقيادته الحكميه،اللهم امين..