في صيف عام ١٩٧٨ كانت اول مرة التقي فيها الضابط الانسان احمد بيك الخصاونة... كان ورفاقه قد عادوا للتو من جمهورية مصر العربية حيث اوفد الامن العام عددا غير قليل من الضباط الحقوقيين لنيل درجة الماجستير في العلوم القانونية والشرطية وكانوا الاكثر حماسا لتطوير العمل ونقل التجربة المصرية في التنظيم والهيكلة والادارة والتدريب.. مجموعة الضباط العائدين من الايفاد كانوا على اعتاب تسلم مفاصل العمل في ادارات واجهزة الامن العام وليشكلوا لاحقا قيادات الصف الاول لاكثر من عقدين من الزمان وقبل ان ينهي الخريجون من موتة مسارات الخبرة وتسعفهم الاقدمية لتولي زمام الامور في الجهاز.
مع فيض الاحترام لكل رفاقه من القيادات الكفؤة والمتفانية الا ان الباشا الخصاونة كان الاكثر حبا ودماثة وقربا من الناس.. يحبه المرؤسون والرؤساء ويحرص على مشاركة رفاقه التفكير والتدبير ولا ينفرد بقطاف ثمار نجاحات العمل....
خلال خدمتي غير القصيرة في الجهاز احسست بقيمة المزايا والشيم التي تحلى بها ابو صخر فقد كان لانفتاحه على المجتمعات وعلى الكوادر العاملة بمعيتهالكثير من الاثر في الوصول الى نتائج مهمة في فهم واقع الناس وخلق ائتلافات آنية لتطويق الاحداث وتطوع الجميع لوضع انفسهم وطاقاتهم في خدمة المهمة....
في عمان العاصمة شكل انفتاح ابو صخر ومثابرة المرحوم الفريق نصوح محي الدين قوة استثنائية في رفع الروح المعنوية للكوادر واذكاء روح المنافسة بين المراكز الامنية والوصول الى مستوى رفيع من الملاحقة والاكتشاف للجرائم في احدى اكثر مراحل النشاط الاجرامي....
الروح الوثابةالتي تحلى بها ابو صخر لم تمنعه يوما او تحد من اصراره عل السؤال ومطالبته بالاجابات ايا كان مصدرها او طبيعتها. ...
"يا خي" اللازمة التي يستخدمها عندما يضطر للتجهم او للتعبير عن عدم ارتياحه للاجابة كانت العلامة الفارقة للرجل الذي يخدعك مظهر شعره بعدما طار الغراب واضحى واحة بيضاء كقلبه الطيب المحب.
اليوم يحتفل ابناء الخال ابو صخر ونحتفل معهم بعيد ميلاده ونتمنى ان يمد الله بعمره ويحفظ اسرته المحبه ويديم بيته عنوانا من عناوين الوفاء والصدق والخدمة التي لم تقترن يوما بمنة او ظلم