كلمات يرددها المؤمنون منذ مئات السنين عن اليوم الذي صعنه الرب، فما هو هذا اليوم؟ ألا ينتهي هذا اليوم؟ اليوم في حساباتنا هو أربع وعشرون ساعة ونعرف أن ما يمضى لا يعود، فكيف يكون يوم الرب يوماً يتجدد من إشراقة كلّ صباح؟
نعم! إنَّ يومَ الرب هذا يَجد صداه في صباح كلِّ يوم جديد في مراحمه التي لا تزول، لأنَّ نورَ اللهِ يُشرق في قلوبنا بعملِ روحه القدوس، وكلُّ يوم هو يوم خلاص أبدي، فقد أعدَّ الله للذين يحبونه ما لم تره عين ولم تسمع به أذن، لذلك فكلُّ يوم هو يومُ نعمة ويوم خلاص، وفي كل يوم يجب أن يَصعَدَ من أفواهنا كلماتُ الحمدِ والشكرِ والتسبيح "إلهي أنت فأحمدك، إلهي فأرفعك" (مز 28:118).
لذلك يجب أن نقدِّرَ نعمةَ كلِّ يوم في حياتنا يهبه الله لنا، فلا يجب أن نجد فيه يوماً روتينياً كبقية الأيام، بل في كل يوم نجدِّدُ فكرنا، ونستنهض هِممَنا، وننقي قلوبنا لنجعل يومنا الجديد بالفعل يوماً يكون من صنيعه رب المجد، فيه تفوح رائحة أعمالنا التقية ومساعينا الحميدة وإنجازاتنا العظيمة.