هذا ما نعيشه سيدي !!، الحقيقة المُرَّة !!!، لا نسمع الحق ولا نقوله إلا من رحم الله، حتى أننا نُكذِّب أعيننا فيما نراه !!!.
إن سمعت المسؤول عني يُخطئ في القول بحق العمل أو الوطن وحتى بأية كلمة فلا يحق لي أن أعترف أمام السائل بأنه قال ذلك!!!، لأن ذلك سيُؤدي إلى وقوع الضرر على وظيفتي ونفسي !!، والأفضل أن أكون أصماً لا يسمع !!، لم نتعلم على قول الحق !!، حتى إن قلت الحقيقة أكون مخطئاً !!!، فلو قابلت المسؤول وسألني عن حال عملي فلا يجب عليَّ أن أذكر له مواضع الخلل !!، وإلا، عندئذ أُصبح فريسة لكيد الكائدين !!، وإن رأيت الخطأ فلا يجب أن أذكره !!، وهذه ثقافة عمل قد توطدَّت معنا منذ بدء الحياة العملية !!!!.
من هنا، فإن ثقافة صم بكم عُمي قد تم تدريسها لنا على أنها طريق النجاح !!!، فإذا أراد الفرد منا التقدم والإزدهار فيجب إن يقتضي بقاعدة النجاح صم بكم عُمي !!!.
لذا، ظهر لدينا الفساد والشللية التي تسحق المخلص في عمله وتجعله مذموماُ مدحوراً !!، وهذه الشللية أوصلتنا إلى ما نحن عليه من ضياع وسوء حال!!!.
النفاق والكذب دمر حياتنا والوطن سيدي، فلو سألتني سيدي عن حال مؤسستي أو وزارتي ، وأخبرت مقامك السامي بالحقيقة، فإن ذلك سيُؤدي إلى فصلي من وظيفتي أو حتى إلصاق تهمة لي !!، وهذا الحال قد سبب لنا الفشل في الأداء وخدمة الوطن!!!. وهذا نتيجة الشكوى الكيدية ومؤامرة الشللية على المخلصين من أبناء الوطن!!!.الصادق أصبح كاذباً والكاذب أصبح صادقاً !!!.
فكيف ستكون إعادة البناء وإصلاح العطار ما أفسده الدهر سيدي ؟!!!.