تأسس هذا الوطن الأغّر بتضحيات ودماء الأردنيين والعرب الشرفاء الهاشميين رغم ضيق الحال، ولكن بالعزم والإصرار والإرادة الصلبة التي لا تنحني والتي بايعت القيادة الهاشمية بيعة أبدية جديرة بالثقة والولاء والوفاء للعرش الهاشمي المفدى الذي استطاع خلال المائة عام المنصرمة أن يبنى دولة عميقة جديرة بالإحترام والتقدير في ظروف أشبه ما تكون مستحيلة وصعبة وجافة وفي خضم عواصف محلية واقليمية صعبة وتوازنات قوى سياسية عالمية معقدة. ومع كل ذلك فالخيمة الأردنية بواسِطِهَا الهاشمي قد أثبتت قوتها ومنعها وقدرتها على المضي بهذا الوطن الأعّز على قلوبنا جميعاً، والذي لا نرتضي عنه بديلاً ولن نرتضي له قيادة بديلة غير قيادتنا الهاشمية صاحبة الشرعية التاريخية والدينية والقانونية والتي حافظت على العهد، وسارت بالأردن نحو مئوية جديدة مبنية على التحديث والإصلاح المنشود الذي يعمق قوة الدولة ومنعتها ويحافظ على مقدراتها ويحافظ على أبنائها.
ويبدو أنه لا يروق لكثيرين أن يروا الأردن يخطو للأمام ويتقدم في كافة المجالات ويقوى من الداخل اجتماعياً واقتصاديا وبالتالي يكون له كلمته التي يؤمن بها والتي تعبر عن تطلعاته ومصالحه ومستقبله، ولذلك ليس غريباً أن تكثير فتن كثيرة تحاول زعزت نسيجنا المجتمعي وأمننا واستقرارنا ووحدتنا وصفنا الوطني.
ولكن يبقى الإجماع التاريخي الذي بايعت به العشائر الأردنية الكريمة وأحرار العرب القيادة الهاشمية يتجدد ويتعمق يوماً بعد يوم، خصوصاً وأن النظام الأردني ليس نظاماً دموياً بل نظاماً متسامحاً يجمع ولا يفرّق، أعطى للأردنِ عنواناً ورسمَ اسمَهُ في فضاء الكون حتى غدى للأردن مكانة مقدرة ودوراً هاماً في المنطقة والإقلي والعالم.
قبل أسبوع كرم رئيس هيئة الأركان المشتركة المشتركة اللوكن الركن يوسف الحنيطي البطل المقاتل ابن الكرك البار مصطفى جدعان ورّاد الخريشة، الذي حارب في معارك 67 وبمدفعه الصغير أعطب أربع دبابات وانتهى به المطاف في الأسر أربعة أشهر وكتبت عنه الصحف الإسرائيلية. لذلك أصر موشيه ديان على لقائه لشدة ما كتب عن صموده البطولي الذي أبداه في أرض المعركة، والذي يعكس عقيدة كل الأردنيين في الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.
نثق أنَّ تضحيات الشهداء والجرحى والمصابين لن تذهب هدراً، فالوطن هو الوطن والقسم هو القسم وقيادتنا الهاشمية سبنقى لها على العهد والمبايعة مهما نشزت أصواتٌ سرعان ما ستخبو.