كتب مدير ادارة الامن الوقائي الاسبق العميد المتقاعد طارق الهباهبة منشوراً عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قدم فيه لجمهوره ومتابعيه تحليل عميق ودقيق وصريح حول الاحداث التي تشهدها الساحة الاردنية مؤخراً والخاصة بالاحتجاجات العشائرية التي يقودها النائب اسامة العجارمة والذي صوت اليوم الاحد (108) من زملائه النواب على قرار فصله من مجلس النواب .
الجنرال الهباهبة والذي سبق له العمل في مواقع هامة في جهاز الامن العام كان اخرها تسلمه ادارة الامن الوقائي ، نظراً لما يتمتع به من فراسة وذكاء بالاضافة الى الهدوء الذي يمتاز به والحكمة والحنكة والتي جعلت منه نجماً ساطعاً ولامعاً في سماء العمل الامني المتميز بالاحترافية والمهنية العالية والتي اكسبته ثقة واحترام وتقدير زملائه وعدد كبير من المواطنين .
وتالياً ما كتبه العميد الهباهبة :
من يقرأ المشهد ؟؟
شهدت الايام الماضية تجاوزات على القانون فعلاً وقولاً
من يتابع وينظر بنظرة المحلل لا بد له من استنباط عدة امور
١- هناك صعود ونزول في نسبة المؤيدين للنائب الذي يتصدر المشهد وهذا مرده الى تذبذب وسائل الاستقطاب او الاستبعاد ووضع المتابع في حيرة من امره مع من يقف وضد من .
٢- التصعيد في لهجة خطاب النائب و طرقه امور غير مسبوقة ولم يعتاد على سماعها المواطن وهذا مؤشر خطير اتمنى ان لا اكون مخطئا بانه لم يتم دراسة هذا الخطاب ومعرفة ردود الفعل عليه .
٣- من المشاهدات الاولية تستطيع معرفة ان المعارضة التقليدية قد سْحب البساط من تحت اقدامها وان عملها على مر الاعوام الماضية اضحى عديم الاهمية مع وجود شخص يرفع السقف بطريقة ( اتمنى) ان لا تكون مدروسة وربط التصرفات والاحداث بأشخاص لهم رمزيتهم وتاريخهم عند الشعب الاردني هو عزف على وتر استنهاض همم المخاطبون لاذكاء مشروع معين .
٤- من النقطة السابقة يتضح ان المعارضة غير مؤثرة بالشارع وقياداتها من السهل ان تستبدل بغضون ايام وهذا يقودنا الى ان هناك وجود احتقان وغضب على السياسات العامة وهذا الغضب (برأيي) اخطر من المعارضة لانه غير منظم وبالتالي نتائجه غير متوقعة .
٥- قد يكون هناك هامش امام الحكومة لاتخاذ قرارات غير تقليدية تعنى جدياً بمكافحة الفساد والترهل بالاداء الحكومي وقد يضيق الهامش بالتفكير بالطريقة التقليدية وايجاد الحلول الآنية لاي مشكلة (نظام الفزعة) .