الفلسفة ؛ فن العيش والحياة وفن الوجود والتعامل مع الأشياء وبناء علاقات قوية مع المفاهيم الجمالية .
يحيا الإنسان وسط رموز معقدة والغاز متداخلة ، يتصدر دوما لفهم العلاقة بينهما وفك رموزها..
ويفقد الإنسان بوصلة الحياة ومعنى العيش اذا فقد فهم الدلالات ويختزل نفسه بأداة للاستملاك والاستهلاك ، بدلا من الانتاج والتفكير والتفرد بنفسه، ليصبح شخص منتجا وغير مقولبا .
واذا أردنا الخروج بصمت من ضوضاء الحياة ، وتراكمات الأزمات ، والروتين اليومي والتصنع والتطفل ، لا بد بمنح نفسك مساحة من الفرح ، لا أحد يمنحك اياها وليست بأوسمة تعلق على صدرك من قبل الغير ، بل هي إرادة تمنحك القوة لتواجه الأوساط الاجتماعية المشحونة وجدانيا واجتماعيا وفكريا ..
بالفن الراقي بكل اشكاله وألوانه نستطيع اكتشاف عالمنا الداخلي ومشاعرنا وفضاءات أعماقنا السحيقة...
لا شيء يمنح الإنسان الحرية كالرقص مثلا ، فهو الفن الذي ينتج ولادة يوم جديد في حياة الانسان . ويعطي مساحة واسعة لإطلاق العنان لليدين لتعانق الفضاء الرحب بدون قيود، حيث تتحول الايدي في لحظات إلى أجنحة ، والإجساد تقترب من السماء تاركة الأرض ترن وتهتز تحت الأقدام الراقصة ..
ومن يعارض هذا الفن هو يعتبر معادي لطبيعة الجسد ،. لأن الرقص هو لغة البكر والغريزة الأولى التي ترافق الموسيقىً حتى لو لم نتعلمها .
ويعد الرقص من أقدم اللغات التي مارسها الانسان للتعبير عن الانفعالات من حب وحزن وجرح وفرح وألم،
" ولم أكن ارقص لكنت مت من شدة الألم ، ونحن نهزم الألم في كل مرة نراقصة بها ..
إن للرقص دور اجتماعي في تماسك وحدة المجتمعات الصغيرة وخاصة في المناسبات " كالأعياد ، والحصاد ، والصيد ، والقطاف ...
واذا تناولنا الرقص من الناحية العلمية فإنه يقلل من احتمالية الأصابة بنقصان الذاكرة، ويحفز المراكز الدماغية التي تساعد على تعديل المزاج ، وزيادة في الإدراك والتمييز، وأن الحركات تنشط الذاكرة كلما كانت الموسيقى مألوفة للفرد .." مجلة فوكس الألمانية".
ويستخدم حالياً كبرامج علاجية ونفسية كغيرة من البرامج التي تساهم في رسم ابتسامة حقيقة وولادة الفرح والنشوة للقلوب.
الفن الراقي هو انعكاس لرقي وثقافة المجتمعات. ولا تسمو الحياة الانسانية بلا فن ، وانما تقاس تقدم الأمم بتقدم فنونها .والفن كفيل في خلق مجتمعات راقية ، ومن خلال الفن تصبح قادراً على بث جميع ما لديك من فكر وابداع ورسائل.
الفن الراقي هو ذالك الفن العابر للحدود، لا يؤمن بالعرق والجنس ولا ينتمي لديانة معينة وطائفة بذاتها، يحاكي ما هو موجود في الطبيعة والواقع ، يحلق بالخيال لأجل الجمال هو المشاعر الانسانية والاحاسيس.
الفن الراقي هو الابداع والخيال والابتكار ، فالمبدع والفنان يستمتع والمستمع والمتلقي يستمتع ايضا وكلاهما يحلقان ..
أن نطلق العنان للجسد والنفس والروح أن تعانق الإيقاع . هو خيار لك ، أن نغسل أرواحنا بالحب والفرح لنواجهة ما هو قادم . هو خيار لنا ..أن تحصر نفسك بأشياء ضيقة هو خيار لك .
خيارات عديدة لتحقيق أقصى درجات السعادة وعليك أن تختار ما تريد ، لترتقي بروحك وبأحلامك وخيالك ..
ولا ننسى أنها أصبحت علوم قائمة بذاتها كالعلاج بالموسيقى أو الفن ، أو الرقص ، والمسرح ، والشعر ، والأدب ، والتأمل والرسم ....الخ
اختر ما أردت ولا تستلم للأمراض النفسية والهموم ، أغتنم الفرص الجميلةً. ..اصنع الفرح وأبحث عنه ..