لقد بادرتم دولة الأخ الرئيس .....وانطلاقاً من مسؤوليتكم الوطنية... وموقعكم المسؤول...باطلاقِ حواراتٍ عميقةٍ.. وشاملةٍ... انخرط بها الأردنيون في شتى مواقعهم.... احزاباً.. ومنظماتِ مجتمع مدني... ونقاباتٍ مهنية.. وهيئاتٍ شبابيةٍ ونسائيةٍ....وفعالياتٍ عشائرية..وقد اندرجت هذه الحوارات تحت عناوين رئيسةٍ.....شملت.... الإصلاح السياسي... والاقتصادي والاجتماعي والإداري....وانطلاقاً من رؤيتي..كمراقبٍ...وكمواطنٍ أزعم ُ أنني أُمثلُ شريحةً كبيرةً وواسعةً من أبناء البادية الأردنية... ارجو ان اضع بين يدي دولتكم مايلي...
= أن الهاجس الاقتصادي يجب أن يتقدم على كل حديثٍ يتناولُ الإصلاح..... وتعلم دولة الأخ الكبير ....ويعلم الأردنيون جميعاً ... بأن قدر هذا الوطن...قيادة ً وشعباً ...ان يدفع اليوم ثمناً غالياً وباهضاَ....جراء مواقفهِ ومبادئهِ السياسيةِ... الشجاعةِ. والصلبة... دفاعاً عن فلسطين وأهلها.... وصوناً لمقدساتها الإسلاميةِ والمسيحيةِ.... وذوداً عن قدسية مسجدها الأقصى المبارك.... ... ولايخفى على كلِ ذو بصيرةٍ.... بان ماتعرض له الأردن في العشرِ سنين العجافِ الماضية...من تضييق اقتصاديٍ...مبرمجٍ.. ومدروسٍ. وهادف....شارك به القريب قبل البعيد....وصنعته ظروف سياسية واقتصادية بالغة التعقيد....كان سبباً مباشراً وفاعلاً... في رفع نسب البطالة والفقر والجوع.. والعوز....فعجت شوارعنا. وساحاتنا بشبابٍ....ساخطين غاضبين... قد ارهقتهم الحاجة.... وملأهم الإحباط واليأس....وفقدوا الأمل في حياة كريمة وعزيزة....واصبحوا بيئةً خصبةً...جاهزةً للاختطاف من قبل أصحاب الفكر الظلامي المتطرف... والسوداووين...والحاقدين...
وضحايا لتجار آفة المخدرات.
= لا أعتقدُ أن عاقلاً... قد يشككُ في صدقيةِ إرادتنا السياسية في احداثِ إصلاحٍ سياسيٍ واقتصاديٍ واجتماعيٍ وثقافيٍ...يلمسه الأردنيون جميعاً... إلا أن الحديث عن إصلاح سياسيٍ. في ظل مثل هذه الظروف الدقيقة والصعبة... هو أقربُ إلى القفز في الهواء.... وقد يعد نوعاً من الترف الذهني.. .... مالم يتقدمه تحركاً فاعلاً ومثمراً لعجلة الاقتصاد الوطني...ليشعر الناس بحالة من الرخاء والانفراج...ولن يتحقق هذا الأمر.. مالم.....يتصدر المشهد رجالٌ لديهم العزم والعلم والإيمان....ومقنعون....ومؤمنون بهذا الوطن... قيادةً وشعباً.ومقدرات ..وان على جهابذة الاقتصاد... والذين اتخمونا بدراساتهم وتحليلاتهم...ورؤاهم الاقتصادية والاستثمارية.... ان يتحركوا ودونما إبطاء.... فيجترحوا لنا حلولاً..تحاكي واقعنا...وتضعنا على سكة النجاة.
= أن حديث صاحب الجلالة... عن رؤيةٍ ملكيةٍ هاشميةٍ... لتحديث الدولة الأردنية...وتطويرها...يتطلب على كل من يتبأوون... مواقع المسؤولية والقرار في كل مفصل من مفاصل هذه الدولة ... ان يقراوا.. بتمعنٍ شديد...وهممٍ عاليةٍ.....مايريده صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين... وان يدققوا في كل ِ فقرة من فقرات الأوراق النقاشية الملكية التي أطلقها جلالته منذ سنين...وان يعي كل واحدٍ منهم.... بأن الوضع جدُّ خطير... وان المرحلة لاتحتمل التسويف.او التراخي....وان عليهم أن يعوا جيداً... بأن ملكاً هاشمياً كعبدالله الثاني ابن الحسين... ووطناً هو الأردن.... لايخدمه الان.. رجال مرتبكون... مترددون... وملوثون...
= ان ابناء البادية اليوم... وان ارتفعت أصواتهم... جراء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة...وبسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي استهدفتهم من قبل الحكومات المتوالية.....فان أصواتهم لن ترتفع على الوطن وأهله وقيادته... وان ايمانهم بهذا الوطن العزيز... وولائهم واخلاصهم لقيادته الهاشمية المظفرة .. ثابتٌ لايتزعزع..
= انه لمن المؤسف حقاً.. . أنه وَكلما جرى الحديث عن الإصلاح...في هذا الوطن العزيز... يُطل علينا أصحابُ اجندةٍ مشبوهةٍ وممولة .. وأصحاب وصفاتٍ جاهزة...فيتصدرون المشهد...و يحركون آقلامهم وازلامهم... ليرسموا لنا مستقبلنا ومستقبل أبنائنا... وكأنهم الاوصياءُ .علينا ...وفي هذا الإطار.. فإن أبناء البادية يرون بأن...مراكز الدراسات ورجالاتها... . ليسوا بالاوصياءِ على هذا الوطن وأهله ... وان الأردنيين وقيادتهم.. قادرون.. ومؤهلون.. بأن يصنعوا مستقبلهم بأيديهم.. وهم مصممون على تطوير وتحديث دولتهم ..وحدهم .. وهم مؤمنون بأن اصلاحهم ينبغي أن ينبع من ذاتهم ... ويلتقي تماماً مع ثقافتهم..ومستوى وعيهم.. وتربيتهم.. وان يكون ترجمةً صادقةً وواعيةً لرؤية قيادتهم.