يظل الأردن شامخا بأعياده ، شموخ الجبال والأشجار ، يظل متربعا علی ذرى المجد والخلود باستقلاله الذي أنجزه بالعمل والبناء والكفاح .. ويظل الأردن عزیز ، بجيشه العربي الأمين على رسالة الثورة العربية الكبرى والحامي لتخوم الوطن والحارس لاستقلاله .
في أيام معدودة متقاربة يزدهي الوطن بهذه الأعياد والمناسبات التي استقرت في وجدان الأردنيين كمحطات مضيئة تبعث الفرح والأمل والتفاؤل والاطمئنان على سلامه المسيرة ووصولها إلى أهدافها المنشودة بإذن الله .
ففي يوم الاستقلال حمل الأردنيون مسؤولياتهم ورفعوا الراية بعزيمة ثابتة، وتصدوا لكل متطلباته ، فكان الاستقلال أهلا بهم.. ، وكانوا له أهلا.
فالوطن في يوم استقلاله يلبس حلة من المجد والفخار ، ويرنو إلى أبنائه داعيا إياهم إلى المزيد من البناء و القوة و التقدم والأعمار ، فالاستقلال یعني الاعتماد على النفس ، والثقة بالذات ، والقدرة على الإسهام في المسيرة الإنسانية جبنا إلى جنب مع الدول المتقدمة الفاعلة والمؤثرة حضارياً في هذا العالم .
والاستقلال یعنی مسؤوليات مضاعفة ، قائمة على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي تحققت والتطلع إلى انجازات جديدة ، ومن هنا كان يوم استقلال الوطن فرحه لكل أبنائه .. فرحة صنعوا أسبابها بصبرهم وكفاحهم ، هو وليد أنجبوه
وراح يكبر يوما بعد يوم أمام عيونهم .. وهو بالإضافة إلى ذلك اعتراف إنساني شامل بدور الوطن المستقل في المشاركة بعملية البناء الشامل و اعتراف بدوره الفاعل في صياغة شکل وجوده ، والاستقلال كذلك هو قدرة واضحة على رسم سياسة الوطن ضمن مصالحه الإستراتيجية العليا .. واتخاذ القرار الذي يراه مناسبة ، في كل شأن من شؤون حياته دون ضغط أو خوف أو إكراه .. وهو كذلك القدرة على الانسجام الحر والمباشر مع وقع الحياة بكل تجليها ومتغيراتها ومتطلباتها بصورة مرضية وواضحة وفاعلة .
أما يوم الجيش العربي الأردني .. فهو كذلك من أعياد الوطن ، فيه نستذكر تضحيات ذلك الجيش ، و نلمح بقليل من التذكر آليات نموه وتطوره ووصوله إلى ما وصل إليه اليوم .. كجيش أمين على أهداف الثورة العربية الكبرى .. وحدود الوطن والإسهام بالأمن و السلامة العالميين .. فالجيش العربي الأردني
من هو مصنع الرجال .. وحافزهم إلى التضحية والفداء ، وله في حياة أبناء الوطن دور كبير ، يتجاوز الحفاظ على أمن الوطن واستقلاله إلى كثير المجالات ... ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، المجال الصحي والرعاية الصحية التي يوفرها الجيش لمنتسبيه
وعوائلهم ، ومن ثم للمواطنين كافة .. والقادمين من أجل الشفاء من خارج الوطن . .. وهم الذين سمعوا بقدرة المؤسسات الطبية العلاجية التابعة للجيش على أداء رسالتها ومواكبتها لأحدث النظريات العلمية في مجال الكشف عن الأمراض - ومعالجتها حيث غدت مدينة الحسين الطبية صرح علاجية معروفة في الشرق الأوسط كله ... وهناك مجال آخر من مجالات العطاء التي يقدمها الجيش للمواطن وهي الثقافة ، حيث تقوم مدارس القوات المسلحة بالإسهام في نشر الوعي والتعليم في المناطق القرية والنائية حتى أضحت ردیف و مساعدا لوزارة التربية والتعليم ، ولا بد من الحديث
عن التطرق إلى يوم الجيش العربي الأردني عن الإسهامات التي يقدمها في حفظ السلام في العالم .
واختيار المنظمة الدولية ومجلس الأمن للقوات الأردنية لكي تكون مشاركة لقوات بعض الدول على نطاق واسع .. نظرا لما تتمتع به القوات المسلحة الأردنية من سمعة راقية وانضباطية عسكرية مشهودة و أداء عسكري متكامل .
تلك هي بعض أعياد الوطن التي يحتفل بها الأردنيون في هذه الأيام .. يحتفلون بها .. ويتوقفون عندها ، ويتعلمون الدروس منها ويعلمونها للأجيال .. لتغدو هذه الأعياد حافزا على مزيد من التقدم والإنجاز وتحقيق الآمال لهذا الوطن الذي بناه الهاشميون .. وسيجوه بالحب والعلم والمجد والفخار ... وحملت راية الأجداد والثورة العربية الكبرى جلالة الملك والآباء حتی آلت إلى وريث المجد عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه .