على ايقاع رتم الترسيم ووفق تراتيل التوافق تدخل المنطقة في مربع اعادة الاصطفاف وهو المربع الذي سيعمل على ترسيم نفوذ القوي الاقليمية لكن بطريقة سياسية تبتعد عن الطريقة الترمبية بفرض الايقاع القسري بحيث تقوم السياسية الجديدة على التفاوض المحموم وليس المحمود فاسرائيل التي كانت ترتع وتمرح في العصر الترامبي بدت متشنجة بل ومستنكرة سياسة واشنطن بالاعتراف بشرعية النفوذ الايراني في المنطقة اثر المفاوضات التي تتم في فينا والاتراك يبذلون جهودا كبيرة للعودة للمنطقة بعد ان شرعنت حضورها في اسيا الوسطي وهي محاولات تتم بطريقة دبلوماسية وتقوم على فتح خطوط الواصلة بين انقرة والمنظومة العربية عبر الدوحة مع الرياض والقاهرة فيما تقوم الرياض بفتح حوار مع طهران من خلال بغداد لانهاء الملف اليمني بالتوافق وترسيم مناطق النفوذ وترسيم نفوذها كقوة اقليمية خليجية.
وفي الاتجاه المتمم تقوم عمان و القاهرة وبغداد بالحديث عن مشروع المشرق العربي هذا المشروع الذي يعول عليه في ترسيم النفوذ العربي في المشرق من خلال انجاز مشروع عربي قادر على بلورة حالة عربية اقليمية تكون قادرة على تشكل حماية ذاتية عربية وتكون رافعة عربية للقضايا العربية الامنية والعسكرية والاقتصادية والشراكة التنموية، وهو مشروع يعول عليه في بناء حماية اقليمية عربية وتشكيل رافعة عربية قادرة على بسط نفوذها في المشرق العربي وطرد كل دخيل قام ببسط نفوذة و باستخدام في هذه المنطقة كموقع اقتتال ومكان للتفاوض وهو المشروع الذي شانه ان يشكل حالة اقليمية تضيف للمشهد الاقليمي قيمة اقليمية بلون ومضمون عربي وازن.
صورة المشهد الاقليمي هذه تراها موجودة وحاضرة في الانتخابات الفلسطينية حيث الكل موجود ومشارك فهنالك اطراف اقليمية تشارك بقوائم وهنالك دول تراعي فصائل والعرب يشاركون بمرشحين كما الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة تعتبر الراعي الرسمي للاجراءات الانتخابية حتى بات مشهد الانتخابات الفلسطينية يشكل بعنوانه مجموع المتناقضات الاقليمية بصورة انتخابية واحدة عنوانها مشهد فلسطين تنتخب، مع ان بيت القرار الفلسطيني لم يحزم بعد قراره باجراء الانتخابات نتيجة قيام نتياهو بعرقلة الجهود الفلسطينية والدولية بقرار عدم السماح لاهل القدس بالمشاركة بالانتخابات وهو ما جعل الامور تزداد تعقيدا وصورة المشهد الانتخابي تزداد ضبابية بانتظار تدخل دولي ينهي هذه الاشكالية الجوهرية التي تعتبر مفصلية في البعد السياسي وليس في الامر الاجرائي.
اما تل ابيب التي ما زال بيت القرار فيها منقسم بين ثلاث اطراف احدهم يريد طي صفحة ترامب والتعاطي مع المشهد بواقعية من خلال العودة للمفاوضات انسجاما مع السياسية الامريكية الجديدة والاعتراف بوابة الدخول الفلسطينية باعتبارها شرعية تطبيع العلاقات الاسرائيلية العربية وشرعنت التوجه الامريكي بتشييد قنصلية في القدس الشرقية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية في الاتجاه الذي يخدم بناء دولة فلسطينية وهو الاتجاه الذي يعول على نجاحة في بناء حالة يمكن البناء عليها سلميا وسياسيا واما البعد الثالث فهو التوجه الذي يريد الاستمرار بسياسة المراوحة وشراء الوقت بهدف الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في عهد كوشنير والدعم باتجاه نتياهو فيما يتجه الاتجاه الاخر للاحتكام لصناديق الانتخابات من جديد والدعوة للانتخابات خامسة تكون في سبتمبر القادم وهو اتجاه يشكل بيت الخلاص لنتياهو في حال فشلة في تشكيل حكومة واستطا ع ائتلاف بينت من توسيع قاعدة أنصاره والوصول الى الرقم 61 مقعد في البرلمان وهو رقم يمكن تحقيقه في حال وجود داعم قوي يحمل هذا التوجه اذن اسرائيل تعيش في ثلاث عناوين وتنتظر قرار الفصل الذي غالبا ما يتم حسمه موضوعيا وليس ذاتيا والي ذلك الحين يقوم نتياهو بتصدير ازمته الداخلية وافتعال ازمات اقليمية قد لا تخدم بقاءه لأنها باتت مستهلكة.
وفي انتظار ظهور النتائج الاولية لمجموع هذا الحراك الاقليمي بعد الوجبة الاولى لواشنطن والتي جاءت عن بعد تعيش المنطقة اجواء متغيرة ساقطة وحالة تموضع ناشىء ينتظر فيها من اعادة رسم الخطوط وبيان المشهد الواصل للوجبة الثانية التي ينتظر ان تحمل تحركات وجاهية وقرارات تنفيذية تنهي بعض الجدلية وتقود لتبيان محددات المشهد والذي من بعده ينتظر ان تتضح الصورة، والتي نرجو ان تكون مقبولة.