بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس / حاكم الفلاحات
الذكاء الاصطناعي ( Artificial Intelligence) هو مصطلح جدلي ويعني سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها،ومن أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل.
و يمكن تقسيمه إلى الذكاء الاصطناعي الضيق الذي يختص بمجال واحد فقط ويحترف التصرف فيه، كونه الشيء الوحيد الذي يفعله، والذكاء الاصطناعي العام بحيث يرجع هذا النوع إلى حواسيب بمستوى ذكاء الانسان في جميع المجالات، أي يمكنه تأدية أي مهمام فكرية يمكن للإنسان القيام بها، والذكاء الاصطناعي الفائق الذي يعرف بأنه فكر من الممكن أن يفوق العقل البشري، يوجد العديد من الإيجابيّات والفوائد التي تترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي، ومن أهم هذه الفوائد العمل الدائم بدون كلل أو ملل من خلال إمكانيّة قيام الآلات بعملها بشكل مُستمر و قدرتها على الإنتاج الممنهج على الدوام دون النظر إلى الوقت أو الظروف المحيطة بالعمل، مع وجود تطبيقات مُهمة للحياة اليوميّة مثل تلك التي أصبحت ذات قيمة للإنسان، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم الخدمات للعملاء بدل من الموظف والتخلُص من الأعمال المُتكررة، كما يُمكن استخدام هذه الأنظمة للقيام بالأعمال التي قد تُشكل خطراً على حياة الانسان.
يعتبر مجال الرعاية الطبيّة المجال الأوسع له وهو مثالي في مثل هذه الظروف (كوفيد ١٩)، يوجد العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُقدم الرعاية الطبيّة للإنسان من خلال أجهزة محاكاة الجراحة أو كشف الاضطرابات العصبية أو معرفة الآثار الجانبية للأدوية وغيرها من المساعدة الطبية الجراحية و الإشعاعية، كذلك معالجة كم هائل من البيانات وتخزينها ومعالجتها بدقه والقيام بالأعمال الصعبة التي يعجز البشر عن تأديتها، وعدم تحكيم العاطفة و المزاجية على عكس الإنسان وتعمل وفق طريقة تفكير منطقيّة و اتخاذ القرارات الصحيحة خلال وقت زمني قصير.
يوجد العديد من السلبيات التي تترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي، منها التكلفة العاليّة عند استخدام الأنظمة وتحديثها وصيانتها، وعدم وعي أنظمة الذكاء الاصطناعي بالأخلاقيات والقيم البشريّة وعدم قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تغيير نظام عملها وتطويره و افتقارها إلى الاستجابة للظروف والتغيرات التي قد تحدث في بيئة العمل، وعدم قدرتها على الإبداع والابتكار كقدرة البشر على ذلك، ولا نغفل عن الاستغناء عن العديد من العمّال والموظفين نتيجة استخدام الأنظمة الذكية والاعتماد عليها بدلاً من الإنسان والذي سيؤدي حتماً الى ارتفاع مستويات قياسية البطالة مع العلم أن ذلك ممكن أن يشجع العمل من المنازل .
من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كل قطاع صناعي تقريبًا، وعلى كل إنسان على وجه الأرض قريبًا جدًا بحيث يشهد تطورًا سريعًا مما يشجع تزايد مخاوف المستخدمين الأمنية وقواعد الخصوصية والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي والتأثير المتزايد لعدم ضبط كافه المؤثرات من خلال التشريعات والقوانين اللازمة .