مئة عام من العطاء، مئة عام من العمل و البناء، مئة عام من الأمل والنماء ...
مئة عام ومازلنا على العهد والوعد؛ للبناة الأباة الرعاة الصيد الميامين من آل هاشم الأطهار، مئة عام على قيام الدولة الأردنية الهاشمية التي انبثقت من رحم ثورة العرب الكبرى بقيادة ملك العرب شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراه، الذي نشر بنيه في أرض العرب ليصنع مجدا من ذهب؛ فدحر الأتراك سعيا لتأسيس كيان قومي عربي؛ إلا الخذلان الذي تعرضت له تلك الثورة من الحلفاء كان بالمرصاد لذلك الحلم العربي الكبير؛ فأخلفوا العهود ونكث المواثيق، ولكن جذوة ذلك الحلم قد تجددت بقدوم الأمير عبدالله بن الحسين الى معان؛ فالتف حوله أحرار العرب من كل حدب وصوب وأعلن تأسيس الإمارة التي كانت الوليد البكر والوريث الشرعي للثورة العربية الكبرى التي سميت ثورة وسميت نهظة؛ لأنها نهظت بالإمة العربية؛ فأزهرة تلك البذرةُ الهاشمية في أرض الأردن الأبية دولةً فتية تحمل حلمًا قوميًا وإرثًا هاشميا يعربيًا فتوالت الإنجازات من عبدالله المؤسس إلى طلال المشرع فالحسين الباني ثم عبدالله المعزز، ومن عبدالله إلى عبدالله
نما شعب أردني أبي لم تثنيه المحن ولم تزده العاديات إلا ثباتًا ففتح الأردن أبوابه واستقبل أحبابه المهاجرين من جور الظلم والعدوان، وكان الأردن ولا زال ذلك الرقم الصعب الذي تتحطم على صخوره كل الدسائس والمؤامرات، محروسا بعين الله التي ترعاه، ثم بهمة نشامى الجيش العربي المصطفوي وريث الثورة العربية الكبرى وبهمة منتسبي الأجهزة الأمنية الذين يسهرون الليل لتنام عيون الوطن بأمان ...