يحي الأردنيون في الحادي والعشرين من كل عام ذکری معركة الكرامه الخالده التي سطر فيها أبطال الجيش العربي أروع البطولات والتضحيات التي سجلها رجال قواتنا المسلحه على ثرى غورنا الخالد ، ذکری تشرئب لها الأعناق وتتشوق لها الأنظار وترتاح بها القلوب ، وتبتهج لها النفوس لما حملته للأمة العربية من بشائر خير وما اصلته في اعماقنا من امل وطموح في المستقبل .
وبهذه المناسبه فإننا نرد الفضل لاهله في انتصارنا بمعركة الكرامه لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي ارسى داعئم الجيش العربي على أسس متينة من الاحتراف والكفاءة ، وغرس في نفوس صناديد الجيش العربي التضحية والبذل والإيثار ، فكان في ساحة المعركة قائدا لعملياتها ورافعا للمعنويات وشاحذاً للهمم ، حاثهم على الثبات والصبر في ساحة الوغى ، فكانوا نشامى الجيش العربي عند حسن ظن قيادتهم و أسرتهم الأردنية فلم تنتشي يومها عزيمتهم أو ينال منها الوهن ، واستعذبت نفوسهم الموت في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والأهل ، فجابهوا الزحف الغاشم الذي حاول النيل من الأردن قيادة وشعبا وأرضا مجسدين أروع صور الصمود والتضحية والبطولة والبسالة لتعانق الكرامة معارك اليرموك و حطين وعين جالوت و طبقة فحل ، ويشهد غور الأردن ونهره الخالد النصر المؤزر المبين بعد أن ارتوي غور الأردن بدماء شهدائنا الأبرار ، هولاء هم نشاما الجيش العربي الذين سطروا لوحة من الشرف والبطولة ، ومازالوا كذالك على العهد ماضون ، وهاهو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة يتابع وعن كثب أحوال منتسبيها ويرعى شؤونهم لأن الجيش العربي قرة عين جلالته حيث كان له النصيب الأكبر من الرعاية والاهتمام تسليحا و تحهيزاً و تحديثاً و متابعة لكافة نشاطاته العملياتية و الإدارية للوصول إلى مستوى متميز من الاحتراف والكفاءة والإتقان و التفاني في أداء الواجب والإخلاص والانتماء لقيادته الهاشمية .
واليوم نحن متقاعدو القوات المسلحة نعاهد جلالته بأن نظل درع الوطن وحصنه الحصين ، نذود عن حياضه لتظل الراية الهاشمية خفاقة عالية وأردننا بالف خير .