بعد هزيمة الجيوش العربيه في حرب حزيران عام ١٩٦٧ اصاب الغرور قادة اسرائيل وبدأت تروادهم فكرة تحقيق حلم اسرائيل الكبرى والتي تمتد حدودها كما يحلمون من نهر الفرات في العراق شرقا الى نهر النيل في مصر غربا ولتنفيذ هذا الحلم بدأو بوضع خططهم وحشد قواتهم في منطقة الغور غربي الشريعه لاحتلال المرتفعات الشرقيه والوصول الى عمان لحماية دولتهم وتحقيق اهدافهم التوسعية , واختاروا يوم بداية الربيع ويوم الام , ليقضوا على امهاتنا حتى لا ينجبن جيلا يقف في وجه مخططاتهم التوسعية ويسترد المقدسات , وظنا منهم ان ربيعهم سيكون مزهرا وفرحا بالنصر وتحيقق احالمهم , واختاروا بلدة الكرامة لهدفين الاول القضاء على ما بقي من كرامة ورجولة لدى العرب والثاني لسرعة الوصول الى مرتفعات السلط والتقدم باتجاه عمان , ونظرا لما اصابهم من الغرور والكبر بعد انتصارهم في حرب ١٩٦٧ وان جيش اسرائيل لا يقهر ,كانوا يحلمون أن انهم لن يجدوا مقاومة تذكر امامهم , وما هي إلساعات قليله اقل من اصابع اليد ويتناولوا طعام الغداء في مرتفعات السلط ومن ثم احتلال عمان , وبدأوا الهجوم صبيحة يوم ٢١/ اذار /١٩٦٨ على بلدة الكرامة ، وما كانوا في يعلمون انهم يساقون الى حتفهم وانها ستكون مقبرة لهم وان بانتظارهم نشامي يقبلون على الموت اقبالهم على الحياة رجال يدافعون عن الارض والعرض والمقدسات وأن وغرورهم وتكبرهم سوف يقضى عليه وسوف يكون ربيعهم احمر بلون دمائهم واسود بلون هزيمتهم وعودة كرامة الامه لتكون معركة الكرامة رمزا للكرامة العربية , وماهي إلا ساعات من بداية المعركة ليجدوا ان كرامتهم وظلمهم واحالمهم وغرورهم قد تحطمت على اسوار بلدة الكرامة , وكان ردنا على اطماع واحلام وغرور ( موشي ديان ) رئيس اركان جيش الاحتلال بالافعال والاقوال معا وردد الجنود هذه الكلمات ليحفضها موشي ديان وكل قادة اسرائيل جيدا (ديان وشلك عندنا تسري علينا بالظلام لو قدر الله لذبحك خلف الشريعه بالرصاص ) واصبحت هذة الكلمات يرددها الاباء والابناء في الافراح والمناسبات لتكون رسالة واضحة بان ربيعنا سيكون فرحا بالام والنصر واخضر وسيكون مزهرا بكرامة الامة .وكان من اهم ما تحقق من اهداف في معركة الكرامه انها اوقفت هجرة الفلسطينين باتجاه الشرق وبقائهم في ارضهم ووقف اطماع اسرائيل التوسعية نحو الشرق وتحطيم اسطورة ان جيش الدفاع الاسرائيلي لا يقهر بعد ان ذاق طعم الهزيمة والخزي والعار .