قرر سمو ولي العهد إلغاء الزيارة للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في ليلة الإسراء والمعراج، بعد تغييرات على إجراءات الزيارة أدخلتها إسرائيل في اللحظة الأخيرة. التغييرات كان من شأنها التضييق على المقدسيين في ليلة دينية مباركة، فجاء القرار الملكي بعدم حدوث ذلك وإلغاء الزيارة. ما قامت به إسرائيل لا يمكن أن يفهم إلا أنه عبث سياسي لا طائل منه إلا تعميق حالة عدم الثقة والبرود السياسي السائد بين الأردن وإسرائيل، وقد أغضب سلوكها كل الأردنيين لأن ما حدث مع قيادتهم مساس بكل واحد منهم.
إلغاء الزيارة يحمل ثلاث دلالات رئيسية: أولاها، رسالة تعاضد وتضامن مع المقدسيين الصابرين تحت الاحتلال، وأن الأردن وقيادته لن تقبل التضييق عليهم وهم الذين يعانون الأمرين بسبب الاحتلال. هي رسالة أن الأردن قيادة وشعبا، يقف معهم ويشد من أزر المقدسيين في كفاحهم الوطني بالحرية والاستقلال. ثاني الدلالات رسالة لإسرائيل، وهي أن الأردن لا ولن يقبل بهذه السلوكات السياسية المراهقة التي ستؤثر سلبا في العلاقات الثنائية، وإن موقفه كان وما زال أن القدس مدينة تحتلها إسرائيل الملزمة بسلوكات قانونية معينة كقوة قائمة بالاحتلال. اما الدلالة الثالثة فللعالم أجمع، وهي أن الموقف الأردني واضح وقوي في الدفاع عن القدس وأهلها، وأن الأردن لن يألو جهدا أو يوفر وسيلة ضغط إلا ووظفها للإبقاء على الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس.