قد تستغربون وتستهجون العنوان، لكن ما مرت به الاردن خلال الاعوام المنصرمة، من فترات عصيبة وإنفتاحات للجبهات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ألقت بظلالها على مستوى معيشة الفرد، مما جعل الثقة (إن وجدت) تتزعزع ما بين الافراد من جهة وما بين الحكومات المتعاقبة من جهة أخرى، مما جعل جسور الثقةِ ما بين الطرفين المذكورين غير صالحةٍ للسيرِ أبداً..
فلا يُلام الشعب على ما وصل إليه .. فكل حكومة تأتي تتغنى بالازمات الاقتصادية والأوضاع المادية الصعبة جاعلةً منها (شماعة) لكل الإخفاقات التي لا تكاد تنتهي، مستخدمةً هذه الظروف ك مهربٍ للطوارئ ... تستخدمهُ أينما شائت ...
بات من الضروري وبشكلٍ مستعجل لأركان الحكومة جميعها أن تتكاتف وأن تفيق من سباتها الشتوي العميق الذي طال..
لا بد من البدء بوضع خطة إستراتيجية قصيرة المدى للخروج من الازمات (عنق الزجاجة كما يسمونها) بشكل مستعجل .. والانتقال من مرحلة ترحيل الأزمات (الترقيع ) الى مرحلة إدارة الازمات بشكل فعلي وفعال .. وصولاً الى مستوى يليق بالاردن ...
و وضع خطة إستراتيجية طويلة المدى (خطة عشرية) لرسم الاردن الذي نُريد بعد إنقضاء هذه المدة .. وما على الحكومات المتعاقبة بغض النظر عن أسماؤهم وشخوصهم .. فلا نريد منهم الابداع ولا اتخاذ القرار .. إنما عليهم السير في خطٍ مستقيم وبخطوات منتظمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية ..وأن الحكومة يجب عليها بيان نسبة الانجاز وما تم تحقيقه منها ..
وليس ما نقول بمستحيل ... فالاردن منبع للمورد البشري الذي نتغنى بكفاءته ومهارته ..وليسو بعاجزين عن إحداث نقلةٍ نوعيةٍ ... ونقل الاردن من وضعها الحالي .. الى الوضع الذي نُريد ونطمح..
وكما قال أبو العلاء المعري..
مشيناها خطى كتبت علينا ..... ومن كتبت عليه خطى مشاها
دولةٌ بحجم وطني الاردن ... تستحق أن تكون بمصافي الدول العظمى .. لو أنها وجدت أشخاص ومسؤولين يتقون الله فيه ..
فلنبدأ برسم الطريق .... وعلى البقية ممشاها ..
حمى الله الوطن وقائده وشعبهُ العظيم ... والحكومه ليس لها من دعائي نصيب..