مصاب جلل أصاب الأهل في مدينتنا الحبيبة السلط الأبية فامتزجت مشاعر حزن الأردنيين بالغضب وغلب عليهما الصبر والاحتساب عند الله عز وجل في ما أصابهم.
ويغضب الملك وكيف لا يغضب لهذا المصاب الذي يدمي القلوب. ويذهب الملك وولي العهد الأمين ليقف في قلب المدينة المكلومة بين إخوانه وأخواته الفاقدين المحتسبين، نتيجة ما حصل من مأساة حقيقية غير متوقعة أبداً، خاصة في خضم هذا المعترك الشرس لمواجهة الوباء. فالملك من وجه بالتأكيد على الجاهزية القصوى منذ بداية جائحة كورونا العام الماضي.
الملك الذي تفقد حتى المخزون الغذائي في المستودعات حرصاً منه على توفير كل ما يلزم لأبناء شعبه الوفي وهو الذي تابع واوعز لتوفير العلاجات اللازمة للمصابين وانشاء المستشفيات الميدانية وتجهيزها بكافة ما يلزم من كوادر وتجهيزات وثَمَّنَ منذ البداية تضحيات الكوادر الطبية والتمريضية الجيش الأبيض مع إخوانهم واخوتهم من الجيش العربي وجهاز الأمن العام والدفاع المدني.
كما وجه بتعزيز المستشفيات الحكومية والعسكرية لتمكين الأردن من الخروج من كابوس هذا الوباء اللعين محافظاً على أبنائه وبناته على حساب أي اعتباراتٍ ماديةٍ واقتصادية عملاً بوصية المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه "الإنسان أغلى ما نملك" ليخاطب عبد الله الثاني بن الحسين أبناءه الأردنيين منذ فترة قريبة قائلاً: تحية لشعب الأردن العظيم.
ليجد نفسه اليوم أمام خلل أدى إلى مأساة مسَّتْهُ كما مَسَّت كل عائلة مكلومة، فما حدث لا يمكن تصور حدوثه فهو يؤكد وجود خللٍ في المنظومة المؤسسية التي لطالما تغنينا بها في الأردن.
والحمد لله، أن هذا الخلل لم يَطَلْ المؤسسة العسكرية التي أثبتت أن صلابتها مستمدة من تراب هذا الوطن المروي بدمائهم وعَرَقهم، بعقيدتهم وايمانهم، ومبادئهم العسكرية، فالتطور والتحديث الذي واكب المؤسسة العسكرية لم يأتِ على منطلقاتها والمبادئ التي أسست عليها مهما توالت عليها قيادات على عكس التطوير الذي حصل في مؤسساتنا المدنية التي خضعت لتجارب متنوعة، وتنوع الأساليب المستجدة في إدارتها، مع غياب المرتكزات والأسس والمبادئ التي أنشئت من أجلها.
ما أعظم هذه البشرى من لدن المولى الخالق عز وجل، للصابرين إذا أصابتهم المصائب.
عظم الله أجر الوطن عظم الله أجر السلط وجبر مصاب أهالينا في السلط الشامخة المليئة بقصص البطولات والنخوة بحجم جمالها، السلط التي خَرَّجَت مدرستها رجالات دولة وقامات وطنية يعتز بها الأردنيون كما يعتزون بأبنائهم من أقصى شمال الوطن إلى أقصى جنوبه ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه.
فجغرافية الأردن شكلتها حب أبنائه وصلابتهم وصبرهم عند الصعاب.