أنْ يُطِّلَ علينا سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم من خلال شاشتنا الوطنية - التلفزيون الأردني، ويتحدث بهذه الجرأة وهذه الشجاعة وهذه الثقة بالنفس أمرٌ يبعث في النفس العزم والإرادة والتصميم على المُضي قدماً في مسيرة الإنجاز الذي حققته الدولة الأردنية على مدار المائة عام المنصرمة، وتنطلق بثبات نحو مئويتها الثانية رغم كل التحديات التي تحيط بها، وأهمها الإقتصاد الذي يتطلب بحسب رؤية سموه في الدرجة الأولى تحديد الأهداف، ومأسسة العمل لكي لا يبقى عملا فردياً ينتهي مع انتهاء المسؤول لوظيفته، وكذلك الجرأة في اتخاذ القرارات والتي هدفها جميعاً الصالح العام والمواطن بالدرجة الأولى.
فالأردن، كما أشار سموُّهُ، زاخرٌ بالقدرات الإبداعية وكلِّ الإمكانات الأساسية للتقدُّم، لكن لربما يحتاج شبابنا أن يُعطَى الفرص المطلوبة ليبدع من خلالها ويفجر طاقاته الشبابية في العمل والإبداع والإنتاجية، والتي تصبُّ في البناء والتقدم والإزدهار.
وأجمل ابتسامة واعدة زيَّنَت الشاشة الوطنية الأردنية كانت ابتسامة سموِّهِ عندما تطرَّق إلى ذكر والده، جلالة ملكينا المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، والذي له شرف أن يرافقه ويكون على يمنيه ويتعلم منه ومن مَجَالِسِهِ التي تُخرِّجُ رجالا أشاوس في مدرسة الهاشميين لا تعرف إلا الحزم في المواقف الصعبة، والعطف في المواقف الإنسانية، والتروي والهدوء قبل اتخاذ القرارت اللازمة والناجعة، والتي بقربها من شعبها تبعث في نفوسهم أعمق معاني السعادة والرضى، وبهذا القُرب تَجني من الأردنيين كلَّ الحُّبِ والولاءِ والإخلاصِ والوفاء.
والأهم في نظر سموِّهِ هو ليسَ شَبَهُ جدِّه الحسين طيبَ الله ثراه بالشكل، مع أننا نرى أيضاً في ذلك كلَّ الشَبه، ولكنَّ الشَبَهَ الحقيقي كما عَبَّرَ عنه سموه، ونُكْبِرُ فيه ذلك يكمُن في حَمْلِ مبادئ جده الحسين طيب الله ثراه وفكره، والتي عرفها الأردنيون لا بل العالم أجمع، وسار في نهجها جلالة ملكينا عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حتى غدى الأردن واحة أمنٍ واستقرارٍ وقصةَ نجاح تُدّرس، ووطن نفاخر به الدنيا حتى أصبح نموذجا في الصمود في وجه كل التحديات وحمل المسؤولة والأمانة.
نعم! ابتسامة أميرية مشرقة أحوج ما نحتاج إلى رؤيتها في ظروف وبائية صعبة وأوضاع اقتصادية خانقة وظروف اقليمية معقّدة وعالمية محيّرة، تَزرع في قلوبنا التفاؤل بمسقبل واعد.