نعم يا والدي، رغم رحيلك عني، إلى الحياة الأخرى، سأبقى محافظاً على يدي بأن تكون نظيفة، حتى ولو كنتُ وزيراً ، قد عوَّدتني على غسل يدي قبل النوم، لأنام ويدي نظيفة من كل شائبة، لا هي مُتَّسِخة ولم تمتد إلى الحرام، ولا يصدر منها رائحة نتنة!!!.
والدي رحمك الله من واسع رحمته، لقد علَّمتني الإخلاص في العمل وحب الوطن، وزرعت في نفسي الأمانة ومخافة الله في كل عمل، وحرصت على نظافة يدي من الدنس والبطش والظلم، وما زلتُ يا والدي كما علَّمتني، لا آكل الحرام ولا أقربَه، ولا أسرق ولا أبطش، ولا أظلم أحداً، وهذا إرث عظيم يا والدي في إنتمائي للوطن، وإخلاصي لخدمة الوطن وولائي لمولاي سيِّد الوطن، الملك الهاشمي الأجَل.
نعم يا والدي، سأُسأل عن مالي من أين أَخذته وفيما أنفقته، وعن عِلْمي ماذا عملت فيه، وعن عمري فيما أفنيته، وعن جسدي فيما أبليته، فالأمانة والإخلاص ، الوفاء ، الصدق والطاعة لولي الأمر مبادئ حياة علَّمتَني إياها، وما زلت أمتاز وأتميَّزُ بها، فلا تقلق يا والدي، نم قرير العين، وسنلتقي في الحياة الأخرى ، ويدي نظيفة يا والدي حتى ولو كنتُ وزيراً.