قيل في الأثر...ما هو الانكأ للجرح حتى لا يندمل...قيل حاجة الكريم بباب اللئيم.... يسأله الفزعة وإذا به يده والهواء أو يده والخواء...
صدعت رؤوسنا...واطرمت منا الاذان ونحن نستمع اليك صباحا على هزيم صوتك الذي كان يجلجل وطنية وكبرياء وشمما...ولكم بكيتَ يا محمود على وطن بكيناه معك مصدقين نحيبك حزينين ونحن نستشف وجدك عبر المذياع .. ولكم تقاسمنا وارتشفنا معك رشفة انفك وأنت تلملم كبرياءك كي لا يؤاخذك مؤاخذ...على نحيبك...
لماذا يا محمود...هل هو قدر الأردني أن يكون حظه عاثرا حتى مع من يراهم اسنة في الرماح السمهرية وإذ بها رماح من قصل اي قصبية تتاوه مصطكة ببعضها عند أول حمل تنوء به ؟ هل هي لعنة كتبت علينا كتلك التي قيل عنها أنها لعنة الفراعنة... لعنة باتت تباغت الاردني حين يضيق به الأفق وتكفهر في وجهه السماء، ولكم خاب ظنه رافعا يديه ليتساقط في الأكف الضارعات حجارة من سجيل.. وممن يا محمود ؟ من طيرنا الابابيل يا محمود...من عيال حارتنا يا محمود واسفاه عليك وعلى تاريخك الذي شطبته بلحظة انتشاء لا ندري مبعثها ذلك الصباح...أهو باعث خاص ام باعث على الطريق العام أصاب فيك انزيم الزهو والفخار...
بئس الحظ حظنا فيك وفيمن افنينا أعمارنا نرقبهم بشغف ونسمعهم بزهو وإذ بنا كداب ذلك الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها تنافخ الكير على مقربة منه ليحرق من أشعلها...بينما الضوء كله والسناء يتسع على محيط الدائرة ليانس به كل طارق مارق لا هو في العير ولا في النفير...هكذا نقرأ الآيات يا محمود ولا قراءة غير ذلك تقنعنا...فالقرآن لنا والرسول منا وطلائع الفتح نحن يا محمود...
لماذا يا بلقاوي البحة يا خلاسي اللون...يا أردني الدعوة الرسولية الممعنة في دعوى الاخلاص للتحرر الوطني ونبذ العبودية.. لم فعلت بابن لنا ما فعلت حين (دامنك ملتجئا)؟ أين هم عنك من قالوا ولا زالوا يقولون (البلقاء تلقى) ويا حلو ملقاك يا ابن البلقا صباح الأمس؟ هل سمعوك بالأمس يا محمود وأنت تستعرض على أحد رجالات الجيش ممن شاغلتهم الهموم وعاثت بهم اقدارهم وبار حظهم العاثر ليلقي به بين يديك وفكيك؟...وكم كان رجلا هذا المتقاعد البطل حين كان يرد عليك بجميل القول وكانه لم يسمع إيقاع الاستخفاف إذ لم يتوقعه منك مثلما لم نتوقعه نحن حتى لو نطقت به صراحا...كم كان دمثا وهو يلقي همه بين يدي اثيرك الصاخب الذي لم يتسع له بضع ثوان مأسوف على هدرها واهراق ماء وجهها فضاق هيولاؤك به ذرعا وبابنائه الخمسة لكنه ظل كعهد آل الجيش المصطفوي وقارا ومهابة...ظل متماسكا تحت قيد تربيته الأسرية والعسكرية داعياً الله أن يحفظ البلد آمنا مطمئنا وقيادته وجيشه وأهله...نعم أيها المحمود لقد بادلك الود دون أن يثنيك ذلك عن ممارسة عزفك في الاستعراض عليه وكأنه أحدث ثقبا في غلاف الأوزون في سماء الدنيا...أو لكانه هو الذي أطاح بالميزانية المليارية ونهب ما طالت يداه...
أخي محمود...والمصيبة والله في انني كنت اظنك فارس الحق والكلمة لنصرة المظلوم من أبناء الجيش المتقاعدين...كنت احسبك آخر الحراس الجسورين وأنت ترعد وترغي وتزبد بصوت جهوري ولهجة مطهمة احيانا بانجليزيتك البدوية أو بشكل أدق اللدوية المبلقنة ...وإذ بك تتحدث لغة اقسم بالله انها غير ذات اللغة...فهل بلغ بك التماهي مبلغه لتسلك مسالك الربع الذين صعدوا حين تنكروا وتخاذلوا عن قول كلمة حق تجاه الجيش وأبنائه ممن تقاعدوا وظيفيا ولم يتقاعدوا عشقا وولاء لقيادتهم وجيشهم ووطنهم؟ صدقني يا محمود ...ما تلك بلغتك ولا هي باللغه التي كنا وكانت امهاتنا وزوجاتنا يسمعنها منك كل صباح في منازلهن... لغة أبدا ليست منا ...لغتك مع رفيق السلاح تغريبية...تنصلية ..تحللية من كل ما اعتدنا عليه من ابن وطن بار باهله...
أيا أيها المحمود...لقد استويت كغيرك على عرش النمطية البغيضة والاعتياد المحض الممجوج في عرفنا جملة وتفصيلا...وليتك لم تذكر للمتصل مثال الرجل المقطوعة رجله يا محمود.. لتقول للمتصل من اشاوس جيشنا إن ابو رجل مقطوعة افضل همة منك.... لماذا صورت الرجل وكأنه يتسول أو يمد يده لذوي الفضل والمنة؟ الم تصلك رسالة الرجل اذ استانس بك من خلال البروباغاندا التي رسمت معالمها وارسيت صروحها منذ عدة سنوات باحثا عن فرصة عمل تعيله واسراب القطا عياله. لكنها اليوم بروباغاندا تثبت فشلها على قلعة الاختبار الحقيقي لكل منكم ايها الاعلاميون البررة ...نعم.. استانس بك والتجأ اليك يريد فاسا ليحتطب بعضديه لا حطبا جاهزا تطهو عليه ام البنين..أتصل الرجل وليته لم يتصل حتى قشبته قشب جرزة من بلان تكنس اديما مغبرة وكأني بك تقول (جت والله جابها)... نعم هي جت لكن الله يا محمود لا يجيبها...أتدري لماذا؟ لأننا صرنا جميعا نرنو إلى حظوة ثمنها بخس...حظوة ووعد زائف ثمنه (افعلها والك في الخم بيظة)...بئس الوعد يا محمود إن كان آخر مطافه كلمة (براڤو)...كلمة لا تسمن ولا تغني من جوع ..وكم جعنا وتمخمصت الامعاء منا ونحن ننتظر وعودا وإذ بها لا تتعدى البراڤو يا محمود...
هل بات باب الصعود للاسفل من بوابة تحقير الكرام من رجال كانوا ولم يزلوا مشاريع شهادة...ومن هو يا محمود أكرم من رجل نذر روحه وتنكر لهموم أهله مشغولا ليل نهار فداء للوطن في الثكنات والحجابات يوم كانت الحجابات بابطالها ترويدة عز أردنية وزغرودة تعلو بها عقيرة الحرة النشمية وهي تقول يا علي عليتني واقفيت...ولعلك تدرك عليا إلى أين اقفى وولى تاركا عروسه لأجل عيون الوطن يا محمود فلاقى الذي لاقى مجير ام عامر..؟ هل هو ابو رجل مسلوخة ذاك الاكرم من اشاوس جيشنا ؟ ام هو الطوبرجي ابو رجل مقطوعة شافاه الله وعافاه إذ لا شماتة لكنك أنت الذي استنطقتها فينا ألما وحسرة وسوء طالع يا محمود...؟
أخيرا...عهد علينا أن لا يسمعك منا أحد ...فما سمعناه يكفي ويكفي...ولخشيش صوت الوكيل ادعى للسماع من هديل غيره...