تعددت العناوين والشعارات التي أطلقها باحثون ومحللون واعلاميون وسياسيون ومراكز بحوث ومفكرون حول منطقة سكنانا وعلى ارضٍ عاش فيها آباءنا وأجدادنا منذ عقود والذي يعود بالذاكرة إلى حقب التاريخ يجد من السهل جدا رصد كل تلك العناوين والتي مُزجت في أغلبها وعلى عمومها بالمصالح التي أُريد لها أن تتحقق على الأرض لجملة من السياسات في الخارجية المرتبطة بأدوات الداخل .
لقد كان وما يزال، وسيبقى الشرق الأوسط او المنطقة العربية تحديدا محط أنظار العالم، والسياسات الكبرى لأسباب عديدة لا تخفى على باحث ، ومهتم بالشأن العربي ، والمنطقة والعالم فمن الموقع الاستراتيجي، إلى الثروات مرورا بالكثافة سكانيا وصولا الى ما تحمله هذه المنطقة، من إرث حضاري وموروث ثقافي إنساني عبر الزمن تقاطعت حول منطقتنا مصالح العالم وتباينت ، في كل حقبة زمنية ، وسائل السيطرة وآليات العمل لأجل تحقيق الأهداف والغايات لمنظمات ، وهيئات وسياسات عالمية ، وضعت كل برامجها، وطرق عملها وافكارها ودراساتها على استعداد تام للعمل في بلادنا ودول منطقتنا .
وتعددت العناوين والمسميات التي استهدفت هذه المنطقة بما تحمله من شعارات سوقها البعض بمهارة،وذكاء للشعوب فكان الداخل وللأسف خادما مطيعا، وسريع العمل ويتجاوب لتقنية عالمية لتحقيق تلك الأهداف، والغايات فسهُل جدا على الآخر تمرير مشاريعه بأقل التكاليف، والاثمان وحتى لا تسوق الضاد لظلم احد فإن من باب العدل ، والإنصاف ان نقول بأن الاغلب قد سار في ركب هذه المشاريع ، دونما علم احياناً ، وبسبب ما هو قائم من أوضاع جعلته يشعر بأن كل القادم من الخارج قد يكون فيه حلاً لكثير من همومه وتطلعاته وآماله واحلامه .
ودونما الخوض في كثير من تفاصيل هذه المشاريع الخارجية والتي استهدفت ، ولا تزال منطقتنا وشعوبها فما بين شعارات الحرية والديمقراطية إلى محاولات تصدير ثورات البعض إلى شعوبنا ، ودولنا كان الشرق الأوسط منطقة سكنانا هو المختبر الاوسع لتجارب وخبرات القادمين من وراء المحيطات، ولذلك فإن اي اهتمام داخلي ، ووعي تام لما يدور، خلف الجدران هو بالتأكيد سيكون مثار انزعاج ورفض وستستخدم لأجل حربه
كل الوسائل المشروعة ، وحتى غير المشروعة والحقيقة المرة والمؤلمة جدا والتي نعيشها اليوم هي أنناعلى هذه البقعة من الأرض نفهم ونعلم جميعنا خطورة مشاريع تقودها مراكز قوى عالمية دولية ذلك لبقاء اقليمنا كما هو تجد مع الأسف هجوما غير مبرر ولا تدعمه اية مبادئ، او قيم على كل دولة أو قيادة تريد أن تنهض بالمنطقة ، وتجعلها من أهم مناطق العالم لأجل وقف كل هذا الاستنزاف، لخيرات المنطقة ، والخروج بالاقليم من مختبر التجارب والذي وضع فيه منذ عقود .
قد يذهب البعض في توجهاته دونما علم لخدمة مصالح دول ومشاريع حينما يصبح أداة بيد الآخرين وهذا من أخطر الذين يعيشون بيننا ولكن الاعظم خطورة هو أن تجد دولا تستهدف دولة شقيقة ، ذلك فقط لأنها تريد خيرا للاقليم، والمنطقة وأنا هنا لن أسمي دولا بعينها، لأن الوضع القائم مفتوح للجميع ولا يخفى على أحد اليوم شيئا طالما أن المسرح مكشوف وأُسدل الستار منذ زمن عن مُعد ومخرج وكاتب السيناريو .