الهتاف المعتاد والتهديد القديم الجديد والمنظومة الفكرية ذاتها والتي ما انفكت (تنفخ بالبالون) كلما عصف بتنظيم الإخوان المسلمين في العالم والاقليم عاصف او ظهر من عوراتهم السياسية والفكرية ما يشكل صدمة في الوعي الاجتماعي بعد سنين مضت في ثقة مطلقة بكوادره ، وإن محاولات الترميم لما سقط من هذا البنيان الذي بني على باطل محاولات يائسة إذ هي تستخدم نفس الأدوات وذات الأساليب في تجييش الشارع وافتعال الازمات .
في الأردن المشهد واضح منذ زمن ولا يمكن فصل الساحة الأردنية عن غيرها من الساحات العالمية والاقليمية التي نبت فيها هذا الفكر الذي لا يؤمن بدولة ولا بحدود ولا ينتمي لارض ولا يوالي قيادة او حكومة وينظر لكل مافي الوطن من مؤسسات او قوانين أداة يستخدمها لتحقيق أهدافه وغاياته وينسفها كلما تعارضت مع مصالحه .
إن الخطاب التعبوي والشعارات الرنانة لن تجدي نفعا في الساحة الأردنية وذلك لصعوبة اختراق الشعب الأردني بحيث اثبتت التجارب بأن الأردنيين يصمتون كثيرا ويتجاهلون احداثا عديدة ويعرفون كيف ومتى واين يمكن أن يفرغون ( البالون ) من محتواه الفاسد ثم يعيدون البوصلة في اتجاهها الصحيح ومخطئ من يظن بأن بالونات الإخوان ومفرقعات كوادره يمكن أن تنال من العزيمة والثبات ومواجهة الباطل بالحق .
مرارا قلنا وتكرارا نقول بأن تجاهل مؤسسات صنع القرار لتكاثر هذه البالونات اليوم هو أساس مشكلتنا مع هذا التنظيم الخطير فتصدر المشهد الديني في مساجد المملكة من قبل كوادر تنظيم الاخوان وتفاعلهم مع الشعب خمس مرات في اليوم ليعطي مساحة واسعة لانتشار هذا الفكر المدمر للبلاد والعباد وإن غياب الرقابة الفاعلة على ما يسمى دور وجمعيات المحافظة على القرآن في القرى والمدن والاحياء والمخيمات يساهم بلا ادنى شك في الاعداد لجيل قادم لا يمكن لأحد السيطرة عليه مستقبلا فالذي يتابع المناهج ومقررات التعليم التي تعطى للأطفال في هذه الدور والجمعيات يعرف تماما بأنها لا تهتم اطلاقا لما يخدم ثوابت الانتماء والولاء وحب الاوطان واذا نظرت إلى مجمل النشاطات التي تقوم بها مؤسسات خاصة بتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن لتشاهد عين الحقيقة في أنها تبتعد عن كل الأنشطة التي تعزز الثوابت الأردنية .
من هنا وعبر الفضاء الإلكتروني اليوم يطلق مجموعة من مجلس نقابة المعلمين والذين ينتمون فعلا وقولا وممارسة لتنظيم الإخوان المسلمين قرارهم بنفخ بالون جديد ورسالة من تحت الطاولة عنوانها المعلن : (حقوق المعلمين) وما تحت العنوان وما بين السطور : ( لا لحل جماعة الإخوان)