منذ بداية فتح القطاعات والعودة تدريجياً للحياة الطبيعية أقرت الحكومة مجموعة من القوانين التي تلزم هذه القطاعات بتطبيقها مع المواطنين بشكل إلزامي وكامل ، مشددة على انه من يقوم بالتغاضي عنها يعرض نفسه للمسألة القانونية ، بالإضافة إلى إغلاق منشأته بشكل كامل.
من أهم هذه القرارات وهي المخالفات المتعلقة بارتداء الكمامات بشكل إلزامي في الأسواق وأماكن التجمعات ، والأماكن المكتظة والكفيهات والحدائق العامة ، أي في جميع الأماكن مشددة على أنه من يقوم بمخالفة هذا القانون سيتم مخالفته وإلزامه بدفع مبلغ من المال ، هذا القانون أُقر ولكن لم يطبق حيث أصبحت معظم المحال التجارية بالمتاجرة بهذه المستلزمات إي يلزمونك بشرائها ومن ثم لا يحاسبونك إذا قمت بخلعها داخل المحل التجاري او السوق العام أو غيرها من الأماكن ، حيث أصبح هدفهم الأساسي هنا المتاجرة وليس الحماية من الفيروس .
ولن أقتصر الحديث فقط على الكمامات ، حيث أصبح ارتداء القفازات ايضاً متاجره لدى المولات في مختلف محافظات المملكة ، يلزمك بشراء القفازات من امام المول المرغوب به ويتم بيعك هذه القفازات بأضعاف سعرها في الصيدليات ولا تتم محاسبتك في حال قمت بخلعها بعد الدخول الى المول ، وهذا يعني بأن الهدف متاجره بالمستلزمات الطبية من خلال " التحجج " بقرارات الحكومة وأوامر الدفاع .
من المؤسف أن المتاجرة بعقول الناس من خلال هذه المحال أصبحت متعددة الأماكن ، لا يوجد بيع في قطاع الألبسة ولكن دعونا نكسب القليل من المال من خلال إلزام الزبون بشراء كمامات وقفازات وهكذا نكون نحن الكسبانين حتى وأن لم يشتري الزبون قطعة ملابس موجوده لدينا ، هل يُعقل أن تصل المتاجرة بعقول الناس لهذه المرحلة ؟ ، الاستغلال أصبح يجري بعروق هؤلاء الأشخاص ومنهم من يتمنى استمرار الفيروس لبقاء مشروع بيع الكمامات وتحقيق مصدر ربح بعيد كل البعد عن مصدر ربح القطاع الرئيسي .
ظرفنا اليوم أكبر من أي شيء ، اتحادنا وتكاتفنا وإحساس المواطن بالمواطن هو النصر الحقيقي ، سياسة الاستغلال واستعباد المواطنين ليست بحل تحقيق مصدر ربح لصالحك عن طريق استغلال جيب المواطن هي عادة سيئة ومخجلة بحقك ، التكاتف الحقيقي ينبع من إحساس المواطن بالمواطن بشكل حقيقي وليس لغايات كسب المال ، الخوف على اصابة المواطن بهذا الفيروس وتنفيذ تعليمات الحكومة التي تلزم لبس الكمامة داخل المحل وخارجه "ليس فقط للمتاجرة " هو النصر الحقيقي .
ابتعدوا عن سياسة الاستغلال ، كونوا يداً واحدة حاربوا هذا الوباء بكل ما لديكم من طاقة فبالنهاية هذا مجرد " عدو " ضعيف سيُهزم ، ولكن نحن والوطن باقون ، التزموا بتعليمات وزارة الصحة والتباعد الاجتماعي ، حاربوا الاستغلاليين المتواجدين في الكثير من الأماكن وفي مختلف المحافظات ، وتذكروا دائما " أن نجاح هذا الوطن بألتزامكم " .