ذات مساء لعله في شهر يناير عام 1993 كانت تنعقد في تونس أعمال مجلس وزراء الداخلية العرب وبشكل مفاجئ طلب معالي سلامة حماد وزير الداخلية آنذاك والحالي ان ارافقه لوحدنا في زيارة الشيخ صالح كامل رحمه الله والذي كان يقضي اجازته في تونس وعلى شاطئها الجميل المسمى " قمرت " وفي فيلة تشبه قصرا ً أنيقا ً وبمدخل متعرج تحيط به الاشجار وصلنا وكان في الاستقبال شخصية تمتلئ طاقة ايجابية اتضحت معالم من الثراء والتواضع والابتسامة مكثفة فيها مزيج واضح من حرارة الترحيب وطيب الاستقبال فهو رجل الاعلام السعودي والملياردير الشيخ صالح كامل رحمه الله والذي يعد أحد أبرز واهم رجال الأعمال في قطاع الإعلام، ويذكر أن الشيخ صالح كامل من مواليد السعودية سنة 1941، ولديه العديد من المنشآت الاقتصادية المتميزة ، منها، شبكة راديو وتلفزيون العرب، مجموعة دلة البركة، وغيرها، وكما أنه يعد من أبرز اصحاب الاستثمار بالمجالات الإعلامية عن طريق مؤسسة إي أر تي الشهيرة في عالم الرياضة
ولان معالي ابو ماهر له حضورا ً وكاريزما فقد كان الحديث مكثفاً وبسيطا وتضمن العديد من الموضوعات التي ليس هذا مجالها وكانت تخلو من التكلف لما يربط الرجلين من صداقة ، إلا ان الاهم هو ما قاله الفقيد كامل عن محبته للحسين يرحمه الله ، واعجابه الكبير بالملك الانسان وتقديره العميق لجلالته وما يحمل من اهتمام في مجالات الاعلام على نحو خاص وهو ما شجع الشيخ صالح كامل الى التوجه نحو الاستثمار في الاردن عبر شركاته وقد قام آنذاك بشراء الاستوديوهات التي انشأت قرب الاذاعة والتلفزيون وادارها على مراحل كلا من جواد مرقة وراضي ألخص !!
كانت تلك الليلة من اجمل ما بقي في الذاكرة عن تونس ، وفي نهاية الأمسية الجميلة بمعية معالي سلامة حماد اذكر انه طلب منه مضيفنا ان يرسل معه هدية للحسين الراحل هي عبارة عن تمور تونسية رائعة تسمى في تونس ( دقله ) !!
رحم الله المغفور له بإذن الله الملك الباني الحسين بن طلال والفقيد الشيخ صالح كامل ، وأمد في عمر زينة الرجال وأشجعهم في الحضور والتأثير والمواجهة معالي الوزير المخضرم ورجل الداخلية الاردني بإمتياز سلامة حماد ابو ماهر الذي يجعل دوما من مشاركة المملكة في اجتماعات وزراء الداخلية العرب ذات رونق خاص لم يرقى له سواه