هناك شيئاً ،كان قديماً جميلاً ، فالحياة كانت بطبيعتها خالية من الغدر ،والخيانة ،مليئة بالحب والوفاء ، متقدمة في فعل الخير ، حائزة على ثقة الآخرين ، مبدعة بأخلاقها .
وبينما اليوم بين ، هذا ،وذاك ، تشتم رائحة الخيانة ، في تحطيم ، من يطمح ؛ لأن يكتب حروف مزخرفة، بها كل التحيات لكل من يعي ذلك ، وفي هذا السياق أرفع برقية خاصة، لكل من يدعم أي شخص كان ، لرفعه إلى مستوى ،رفيع ،ليكون محط إعجاب الكثيرين ،ولكن هيهات على زمن فقد هيبته ،خاصة يُريد رجوع المساجد ،والنفاق منتشر ، لا بل يُريد الذهاب الى أداء مناسك العمرة ، وبكل سيئات طبعه ، يحتوي على سيئة واحدة ، وهي منافقاً مجتمعياً ، بالدرجة الأولى .
فكم من مقال، قمت بكتابته، منذ سنوات مضت ، والا العجب قمت بمشاهدته، بأم عيني، من مجتمع يُريد إصلاح ذات البين ، و يحظى داخلياً بأنهُ سيئاً بالطبع .
أتحدث الان ، بكل نبرة صوت ، قوية خارجة من جوف الحلق ؛ من أجل أن أخرج عن طوري هذه المرة ،أنّ هناك
في هذا المجتمع يا سادة ، لا يُريد الخير للآخر ، ولا يُريد محبة الآخرين ، بينما ،وسرعان ما في الأمر تلاحظ الإنتقاد ،من غير رفع شأن الآخرين ،و ترى الاتصالات الكثيفة، من فئات من المجتمع المحلي ، لا يريدون أن يبدع أي شخص كان، في مجال موهبته ، فكم كنت كبيراً، والان حقيقة صغيراً ، فالحقيقة لا يمكن إنكارها ، التي نصها ، الحياة الدنيوية ،مرة واحدة ،فهي زائلة بكل تأكيد ، ومؤكد ذلك ، والحياة الحقيقية ، في الآخرة التي هي مستقر .
فكم كنت في الزمان البعيد، أُريد أن أُحقق، جزءا كبيراً ،من بعض الأحلام التي تلاشت ، والان أقف شامخاً أتصدى الحجارة ،التي ترشق تجاهي ، نتاج أفعال أُناس، لا يُريدون أن يكتب القلم ،الذي كان يجرؤ منذ قديم الزمان، على البوح ، باشياء، من الصعب لأي كاتب أن يبوح بها ،
فالحقيقة بحد ذاتها ، هي قديماً كنا سعداء ، نفتخر بأي شخص كان ،واليوم لا أعرف الوصف .
خلاصة القول، مجتمعنا ينتقد الحكومة ،بشأن إغلاق دور العبادة ،وهي المساجد ، التي قامت الحكومة مشكورة بدورها ، بإغلاقها للمساجد الذي جاء هذا القرار ، لتفادي انتشار كورونا ، و المحافظة على صحة المواطن ، بناء على قرار من إسلامنا الحنيف ،ولكن الملفت للإنتباه ، أنّ هناك من يُريد فتح المساجد ،من أجل توجيه أنتقاد للحكومة، التي بذلت قصارى جهدها ؛ من أجل أن يكون المواطن الأردني ، باحسن حال خالياً من فيروس كورونا .
فالمجتمع في هذه الآونة ينتقد ، متناسياً أن المسجد الذي كان مفتوح بجانب بيته ، لا يدخله إلا في صلاة الجمعة فحسب ، فكم من أنتقاد، سوفَ يحاسب عليه أخي المسلم، وذلك في يوم القيامة، الذي هو يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وفي النهاية قديماً كان الإنتقاد منسجماً مع الواقع ،واليوم الإنتقاد منسجماً مع مصالح ذاتية ، لا هدفها فعل الخير ،وانما إلحاق بالآخرين الشر .