بعد الجائحة، التي اجتاحت المملكة ،في الآونة الأخيرة ، وما نجم عنها من تخبُّطات، في كافة القطاعات ، فكان قطاع التعليم، ممن واجه تحدّيات بالغة ، بين القرار ،والتنفيذ ، وتضارب الآراء بين الطلبة، واصحاب القرار .
وبين هذا وذاك ،نقف مكتوفي الايدي ، ننتظر ما سيحلّ بنا ،بعد سلسلة القرارات اللامتناهية ، والتي ترفض الجدال .
بعد ما اوعز جلالته بضرورة، أن يكون صوت الطلبة ،من المنبر الحر، هم بناة المستقبل ،وأن لا يترددوا، في ايصال مطالبهم، والتي هي لا تتجاوز حد المعقول، ولا تطالب بما ليسَ بالمستطاع .
تبنّى هذا المنطلق طلبة الجامعات الاردنية الحكومية، منها، والخاصة ، وبدأوا بعرض مقترحاتهم ،والتي قد تخدم سير العملية التعليمية ،وتزيل العوائق، التي تحول بينها ،وبين اتمام هذا الفصل .
ومن هذه المقترحات ضمان النجاح التلقائي لجميع الطلبة واعطاءهم الفرصة ،لاختيار المواد الدراسية ،التي يرغبوا في ان تحتسب في المعدّل الفصلي ، وهذا ما يصبّ في مصلحة الطالب، بالمرتبة الاولى، وهو العنصر الاساس في العملية التعليمية، وهو الذي واجه العديد ، من العقبات المختلفة ؛منها الفنيّة المتعلقة ، بعدم قدرة الجامعات، ان توفّر الانترنت لطلبتها ،وعدم قدرة الخوادم على استيعاب، الاعداد الهائلة ،من الطلبة ،والذي قد يعيق من اجراء الامتحانات الكترونياً ، وغير ذلك من صعوبة الاتصال بين المدرّس ،والطالب، حيث أن ّ هناك الكثير من المواد الدراسية ،لا تحتمل ان تدرّس الكترونياً ، فمنها المختبري ،ومنها ما يحتاج لغرف الاشعّة، ومنها ما يتطلب بالضرورة أن يكون الطالب، مع مدرّسه في المكان ذاته، حتى يتسنّى للمدرّس، أن يُراقب لغة الجسد ،ويلاحظ أستيعاب الطلبة ،من غيره ،عدا عن اجراء الامتحان الكترونياً ، يعني أن الوقت المستغرق لاتمامه، لن يتجاوز ساعة واحدة، وهذا قد يكون ممكناً ،في حال كانت الاسئلة موضوعية ، ولكننا نشهد عكس ذلك ،من الهيئة التدريسية ،والتي تتحضر لجعل الامتحان انشائيّاً ،متجاهلة ضعف الامكانيات، ومحدوديتها .
وفي نهاية المطاف فإنّنا نشيد ، بوزارة التعليم العالي، وبالجهود الخيّرة، التي تحاول أن تبذلها ، في سبيل مساعدة الطلبة، ونرجو أن تكون القرارات القادمة، مبنيّة على الفكر القويم، وان تحمل بين طياتها مراعاة، للطلبة بإختلاف التخصصات، والمسارات، والظروف الراهنة ، وان لا يكون الطلبة ضحية ، لهذا الوباء ، لتنتهي الازمة الراهنة وجهودنا متكاثفة ..