إن فيروس كورونا المستجد, أظهر في عمقه كما أشرنا في مقالات سابقة حالات مرضية جراء الجائحة, حيث نتيجة لضغوط نفسية ارتفعت معدلات حالات الانتحار و محاولات الانتحار, لسبب واحد خصوصا في دول العالم الثالث, الرغبة في الحاجة عدم القدرة على سد الرمق اليومي من الحاجيات هو ما جعل الانتحار سبيل لبعض الناس الذين لا يمكننا أن نتفق معهم من ناحية إلا أننا من نواحي عدة يمكن القول على أنهم قاموا بمبادرة محمودة و لو كره الكارهون, و لو أن الانتحار محرم في الاسلام, في الناحية الأخرى فالظلم أيضا محرم و مكروه أشد من الانتحار, "الفتنة أشد من القتل" أن تقتل فذلك شيء قد يكون بسيط, أما أن تقوم بالفتنة و فذلك أشد فهذا ما نوضحه في مقالنا لنهار اليوم.
هناك العديد ممن تضرروا من هذه الجائحة, نتيجة توقيف نشاطهم اليومي الذي يعتبر هو مدر الدخل الوحيد لتربية أبناء و زوجة و ربما الوالدين, مما مصدر العيش توقف إلى إشعار آخر و بدون التفكير في أدنى مساعدة, ففي المغرب مثلا هناك حالات انتحار ارتفعت كثيرا, منهم المصرح عنها و منها التي لم تنشر, هذا شيء يحز في القلب و يجعلك تزداد كرها لدولتك (كره الدولة ليس هو كره الوطن)
تعود الأسباب الرئيسية لهذا الفعل الجرمي ضد الذات هناك قمع الأجهزة القمعية للمخزن التي تعتبر المواطن ذبابة من ذبابات المجتمع, أضف إلى ذلك عدم تحمل العذاب النفسي للأبناء و بالتالي التفكير في التضحية بالنفس التي لم تفعل سوءا سوى أنها طالبت بوسيلة للعيش الكريم.
إحدى أهم الأجهزة القمعية قامت بسرقة "صندوق تفاح" فتم تسريب فيديو من تصوير إحدى الجرائد المغربية مما جعل وزارة الداخلية تمنع نشاط الصحافة الرقمية عامة لتكتسح المجال الصحافة الرسمية التي تشتغل فقط لصالح الدولة و تظهر الحسن.
إذن نحن نتساءل لماذا هذا الظلم الذي يجعل أفرادا من مواطني هذا البلد تضع حدا لحياتها و ترك أسرة يتيمة الأب, مصدر العيش في خبر كان في زمن الكورونا التي حيرت العالم, روسيا و السويد التي تتوفر على أعلى نسب الانتحار زادت قلة في زمن الكورونا في حين المغرب و جزائر و تونس و مصر و غيرهم حاروا في تسيير الوضع و جعله للصالح العام.
ختاما فالدولة هي المسؤول الأول و الأخير على هذا الارتفاع المهول الذي حول بلدتنا رقعة جغرافية تستنزف الأرواح و الأرض تشرب دم المقهورين الذين يحبون الحياة فكانت الأسرة و سد رمقها هو أحد الأسباب العظيمة التي أماتت القلب و حب الذات, فالروح عند الله و الحساب قد يكون يسير كما أن قد يكون عسير فذلك من شأن الله سبحانه و تعالى الذي يحدد المصير.
هل نحن دولة قمعية, بالعكس فنحن في دولة ديموقراطية جميلة تعطي الحقوق لكل المواطنين و تجعل الانسان هو أول اهتماماتها, هذا ما يجعلنا نحب هذا الوطن الراعي للحقوق كما أن القضاء يحكم بالعدل, فالمنتحر ينتحر لأنه سمع شرا من وطننا الجميل جدا.