إن الموت سنة من سنن الله بل و فرض من فرائضه, في زمن الكورونا غادر آلاف من الموتى هذه الحياة الممتلئة بالألاعيب و الأكاذيب التي جعلت أيدينا مغلولة و مربوطة, بل و حزن شاهق, نزفر و نشهق, من أجل إيجاد الأرواح التي غادرتنا.
مصير الموتى مفقود أ هو تحت التراب أم في سحابة السماوات أم أكلة شهية بإحدى حدائق الحيوانات المفترسة؟
فالعالم أصبح أسير, و الموتى أسرى, في زمن الكورونا المجرحة, ذلك السكين الذي ذبحنا و نحن على قيد حياتنا.
نظمت حكومات عدة معرضا جماعيا للموتى لعدم امتثالهم لأوامر و شروط الموت التي حددها القانون, فحرق الموتى في بعض الدول و طحنهم في مطاحن جماعية, لا لسبب سوى أنهم ماتوا و هم يحملون فيروس يحمل الصيغة التاجية, مقابر المسلمين فارغة, و الجثث طعم للمخلوقات المائية.
ليبقى التساؤل المطروح أمامنا هو ماذا فعل الانسان ليعذبه البشر حتى بعد رحيله, فعذاب في الدنيا و عذاب في المفصل ما بين الدنيا و الآخرة.
الطريق الوسطى التي هي الموت تعتبر وسيلة للذين انقطعت من أيديهم الرحمة, تم تصميم محرقة الموتى بمواصفات عالمية, توازي متطلبات البشاعة الدولية, كما أن المجازر "الكرنة" البشرية في زمن الكورونا تتوفر على أحدث السكاكين من أجل نزع كافة البراهين و قتل الدلائل التي تفضح القادة, فكم من روح أزهقت و ذبحت بمجرد أنها تمتلك حقيقة أخفتها الأنظمة, كما يقال "ما خفي أعظم"
الحقائق التي تجعل الدول تفقد شرف الصدق و الشفافية و النزاهة, معظم البلدان خالفت تعاليم (حقوق الإنسان) فأصبح التنكيل و التعذيب هو وسيلة لضخ رماد طبيعي من أجل الاشتغال على طاقة جديدة .
انقضى عهد البترول فجاء زمن اختراع الطاقات البديلة و بفعل الموتى الكثر الذين أصبحوا يغادرون الملهاة يوما بعد يوم, فرماد موتانا هو طاقة الغد الذي يعول عليه الجيل القادم, هذه أقاويل ساخر, فأين توضع كل هذه الجثث؟ إن كنا نعيش في زمن خاص, تم منع الجنائز بل و حتى الموتى العاديين يتم دفنهم بمراقبة السلطة المحلية و بدون حضور المواكب, هذا أمر جد مقبول و انسجاما مع القوانين التي جاءت بها المنظمات الأممية و فرضتها على "الصبايا" فعاشقة الصبايا التي جعلتنا خاضعين لها و لقوانينها المخطط لها, فثلاثة أشهر هي مدة الحجر الصحي لكل البلدان التي تخلصت من الوباء و عادت للحياة الطبيعية, فرماد مئة جثة يساوي نصف برميل و به تصنع الشبكة التي ستمدنا بها حبيبتنا أمريكا سخط الله عليها.
معرض الموتى, و السيادة الدولية لأمريكا التي ترجح أمر الحرق أو الطحن إلى دواعي صحية و من أجل الحد من العدوى, فغابت الانسانية, التي جاءت بها التنظيمات الدولية و القوانين الرشيدة, للسيد روتشيلد الذي يعتبر سياسي محنك بل هو إله السياسة أو يتوهم التسيس و الألوهية.
الموت حق و إكرام الميت دفنه, فالمحرقات السرية التي وضعتها بعض الدول ما هي إلا جزء من المخططات من أجل الحد من العروبة و الانسانية و البقاء للأبالسة, لكن لم ينفع مع المؤمنين هذا الشر المفتعل.