يذكر العميد المتقاعد المرحوم فهد مقبول الغبين في مذكراته وأوراقه التي تتحدث عن جزء من تاريخ الأردن من خلال بطولات وتضحيات الجيش العربي على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي، فقد عين الجنرال السويدي كارل فون هورن على رأس قوات مراقبة الهدنه بين العرب واليهود ما بين عام 1958 - 1962 وكان 31 مراقب مع دوريات لتغطية المهمه على الجانب الأردني اليهودي.
اوجدت اتفاقية الهدنه منطقه صغيره تتبع لقرية العيساويه منحدرات جبل المشارف على أطراف القدس خاضعه لوصاية الأمم المتحده وتتبع اداريآ الأردن وتغطيها الشرطه من طرفي الهدنه ودفاعيآ ضمن واجهة كتيبة المشاه الثانيه والتي سميت فيما بعد بكتيبة الحسين الثانيه ام الشهداء ومقرها جبل الطور الشمالي وكنت في حينها أعمل مساعدا لقائد الكتيبه.
أصحاب الحق التاريخي الفلسطينين كان لهم مزروعات في هذه المنطقه والنساء تذهب لإحضار الماء من عين فيها، كعادتهم اليهود بممارسة افعالهم الاستفزازيه المتكرره اتجاه أصحاب الأرض بصلف وغرور مما أدى إلى ازدياد شكاوي الاهالي واحتقانهم.
ورفعت هذه الممارسات المتكرره عبر القنوات المعروفه للجنة الهدنه دون أي نتيجه أو رادع.
فكان لا بد من وضع حد صارم وقاسي اتجاه تلك الممارسات، مما حدا بنا لوضع خطه محكمه لهجوم خاطف وسريع وبأقل كميه من الذخائر في ظل شروط الهدنه التي تمنعنا من ذلك ولتنتهي العمليه بالتضليل، بتاريخ ٢٦ /٥/ ١٩٥٨ عصرآجهزنا خمسه من قناصينا المحترفين وطلبنا منهم ان يكمنوا بالمنطقه الحرجيه على أطراف القريه وهم :
الرقيب عيد سالم بني عطيه
العريف حسين ذوقان البطحي الزبن
الجندي اول محمد فليح البلوي
الجندي اول خربوش سليم الزبن
الجندي اول علي مسعود الدهام الجبور
فقدك الجنود اليهود ومعهم المراقب الدولي السويدي العقيد فلينت وما هي إلا دقائق الا وسقط ١٢ جندي وضابط يهود والعقيد السويدي قتلى.
وقد تمكن هؤلاء الأبطال القناصين من قتل هذا العدد ب( ١٧) طلقه فقط وبأقل من ٣ دقائق وانسحبوا دون أن يستطيع اليهود امتلاك الدليل المادي على قيام الجيش العربي بهذه العمليه.
ما أن سمع المغفور له الملك الحسين عن هذه البطوله حتى امر بمنح هؤلاء الفتيه الأبطال اوسمة الأقدام العسكري وترفيعهم ميدانيآ بالرتب التي تلي رتبهم..... تاريخ حافل ومجيد كثير وكبير ينتظر من الباحثين والتوثيق الرسمي اظهاره للعيان.