قرية دير ياسين تسيطر على القدس من الجهة الغربية بمسافة تبعد عنها حوالي ٩كم وقد بدأت اطماع الحلفاء فيها مع بدايات التحضير للحرب العالمية الأولى وقد حصنتها الدولة العثمانية ولكن للاسف بدا اليهود بالإستملاك والسكن فيها عن طريق شراء العقار مع بواكير عام ١٩٠٦ ولكن القوات العثمانية بقيت تسيطر عليها إلى ان تمكنت قوات الحلفاء باحتلالها مع القدس الشريف عام ١٩١٧ بقيادة القائد الانجليزي اللنبي ومن هنا بدأ توطين اليهود والتأسيس لهم في هذه القرية وغيرها من القرى العربية في فلسطين خاصة بعد ان تم إحتلال البلاد وطرد القوات العثمانية منها فعاث الإنجليز فساداً تحضيراً وتأسيساً لدولة صهيونية مع العمل على تهجير وطرد العرب الفلسطينيين متها ومع بدايات عام ١٩٤٨ اي في نهاية شهر آذار تقريبا وقع الفلسطينيون مع اليهود معاهدة سلام بتنسيق من الانجليز بناء على طلب اليهود ولكنهم مع فجر يوم ٩ نيسان ١٩٤٨ هاجمت قوات الصهاينة في عصابتي الآرغون وشتيرن مدعومة من عصابة البالماخ وبدعم سياسي من الأنظمة الأوروبية والأمريكان قرية دير ياسين وحصل ان قتل الاطفال والنساء والشيوخ بأيدي باردة تعشق القتل والدماء وأخذ الرجال بآليات والعرض بهم في القدس الغربية في أحياء اليهود على طريقة الصليبيين والأوروبيين قبل قتلهم بدم بارد رميا بالرصاص حتى إستشهد في هذه المجزرة الغاشمة أكثر من ٢٥٤ شهيد عربي مسلم حسب ما ورد عن العرب والفلسطينيين واما بريطانيا فقد أعلنت بانهم مقاتلين لا يتجاوز عددهم ١٠٠ قتيل ... وكانت هذه المجزرة نقطة تحول في القرى والمدن العربية كما أراد لها اليهود من هجرة وهروب من الواقع مقابل توطين اليهود في البلاد العربية سواء بالقوة او بالشراء لبعض المواقع سواء بالإغراء بالمال او حبا للهجرة والإبتعاد عن القتل والتشريد في ظل أنظمة عربية لم تكن قد تهيأت بعد للدفاع عن نفسها حيث كانت أغلب البلاد العربية ما تزال تحت الاحتلال الانجليزي والفرنسي وليس لديها قوات قادرة على الدفاع عن نفسها ولا ننسى بان القوات المسلحة الأردنية كانت ما تزال بقيادة إنجليزية وهي الاقرب إلى فلسطين تاريخا وجغرافيا ولولا ان رفض الجنود الاردنيون أوامر القادة الإنجليز لما استطاعوا من الحفاظ على الضفة الغربية والقدس خاصة إبان حرب ١٩٤٨ مقابل صمت عالمي وضعف وفرقى عربية لا نحسد عليها ... وما فتىء اليهود عام ١٩٨٠ من إعادة بناء دير ياسين على انقاض العرب الفلسطينيين وتسمية شوارعها بأسماء قادة الإجرام وعصاباتهم في عصابات الشتيرن والآرغون والبالماخ وغيرهم ... ونحن إذ نستذكر هذه الذكرى المؤلمة لندعو الله ان يعيد لنا عزنا ويمكننا من إستعادة الحقوق السليبة في فلسطين الحبيبة جميعها من البحر إلى النهر ... عاش الأردن وعاشت فلسطين والعرب أعزاء اقوياء مهابين لا تلين لهم قناة ولا يلين لهم جانب .