برعاية اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، ورئيسه الشاعر عليان العدوان، وبحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، عُقدت مساء الأربعاء 26 تشرين الثاني 2025 ندوة اجتماعية بعنوان "دور رعاية المسنّين”، شاركت فيها الأديبة الدكتورة سارة طالب السهيل، والأستاذة زحل المفتي، فيما أدارت الندوة الدكتورة أحلام الرشايدة.
وقدّمت الدكتورة السهيل خلال مداخلتها قراءة نقدية موسّعة لكتاب «أبيض وأسود» للكاتبة زحل المفتي، واصفةً إياه بأنه عمل إنساني وأدبي يستند إلى توثيق واقعي لقصص كبار السن في دور الرعاية بالأردن وسوريا والعراق. وأكدت أن الكتاب يُعيد الاعتبار لفئة مهمّشة غالبًا في المجتمع، وينقل القارئ إلى العمق الإنساني لتجارب المسنّين، بين الذاكرة والوحدة وفقدان السند.
وأشادت السهيل بجهود المفتي في توثيق معاناة كبار السن، معتبرةً أن الكتاب "بصمة إنسانية مضيئة” كتبت بصدق ومهارة، وأنه يفتح باب التأمل في معنى الشيخوخة وحق كبار السن في الرعاية والاحتواء.
من جانبها، تحدثت الكاتبة زحل المفتي عن تجربتها في إعداد الكتاب، والزيارات الميدانية التي قامت بها داخل دور الرعاية، وقرأت للحضور نماذج من قصصه التي عكست احتياجات كبار السن العاطفية والاجتماعية. وأوضحت أن هدفها كان "إعطاء صوت لمن لا صوت لهم”، ونقل الواقع كما هو بعيدًا عن التجميل.
وشهدت الندوة مداخلات واسعة قدّمها عدد من المثقفين وأعضاء الاتحاد، من بينهم: رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان، الدكتور محمد أبو هزيم، الأستاذ علي القيسي، الطيار وائل العبدالات، الدكتور محمد الدباس، والدكتور زياد شدفان، إضافة إلى مدير إحدى أهم دور رعاية المسنّين، الذي قدّم معلومات دقيقة حول واقع هذه الدور وتكاليفها وآليات العمل فيها.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة احترام كبار السن داخل الأسرة العربية، وضرورة تطوير سياسات حكومية أكثر تنظيمًا وإنسانية لدور الرعاية، فيما أجمع الحضور على أن الأدب — كما في كتاب «أبيض وأسود» — قادر على كشف المسكوت عنه وتسليط الضوء على الفئات التي تُهمَّش اجتماعيًا.